الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين وبعد:
يستمر كيد وغيظ وحقد النظام الروسي والنظام المجرم والميليشيات المرتزقة على منطقة إدلب، حيث تصب الطائرات والقذائف الصاروخية حممها التي تدك جبل الزاوية والمعرة وسراقب وقراها ونواحيها، إذ تأتي على البنيان لتجعله أثراً بعد عين على من فيه، وصاحب السعد من ينجو بنفسه أو أهله أو بعضهم أو ماله ومتاعه.
إنّ المجلس الإسلامي السوري إذ يتابع كل ذلك بألم بالغ ليدعو الله تعالى أن ينزل على هؤلاء المجرمين مقته وغضبه وسخطه وعقابه وعذابه، وأن يكتب النجاة والسلامة لأهلنا وإخواننا، وأن يتَجَلى عليهم بكريم عفوه وغفرانه وجميل سكينته ورحمته إنه أرحم الراحمين.
يكتب المجلس الإسلامي بيانه هذا بمداد من الدماء والدموع راجياً الله تعالى أن يأتي اليوم الذي تكتب فيه هزيمة المجرمين بمداد من نور، فالأيام دول ومنطق القوة الظالمة لن يستمر إلى مالا نهاية، وسيبقى الشعب السوري صامداً في المعرة وجبل الزاوية وسراقب وفي كل أرضه ومهجره، وسيبقى متمسكاً بأرضه وحقه، فصاحب الحق لن ينسى حقه، ولن يغفر للمجرمين والمعتدين.
إننا في المجلس الإسلامي السوري نوجه اليوم هذه النداءات ليسمعها كل ذي لب ويراها كل صاحب بصيرة وليدرك ما أمامه وما بين يديه:
أولاً: نداء للسوريين في كل مكان: فالشعب السوري في الخارج قرابة خمسة وعشرين مليوناً في أصقاع الأرض، وفي ظل النظام خمسة عشر مليوناً وعلى كل فرد من هؤلاء في الداخل أو في الخارج أن يقوم بواجبه للتخفيف عن أهلنا وذلك بمد يد العون لهم، وفضح جرائم المجرمين بكل الوسائل الإعلامية المتاحة.
ثانياً: نداء إلى الشعب الروسي: إن نظام بشار الأسد فقد كل مقومات البقاء في محيط مكلوم بجرائمه لولا الدعم الروسي، ويجب أن تعلموا أن مصالح روسيا ليست في التحالف مع المجرم، وإن استمرار الإجرام البوتيني لن يكون في صالح مستقبل العلاقات العربية الروسية، ولا الإسلامية الروسية، وسيكون الشعب الروسي هو الخاسر الأكبر في استمرار هذه الجرائم، وذلك بوقوع القطيعة بينه وبين عامة المسلمين.
ثالثاً: نداء الى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ومن وراءها: كان المفترض في هذه الكنيسة أن تكون داعية للرحمة وحماية الإنسانية وفقاً لتعاليم السيد المسيح عليه الصلاة والسلام، لا أن تكون شريكة ومبارِكة للجريمة البوتينية، ولن يسامحكم الشعب السوري وستتحملون ولو بعد عقود من الزمان إثم هذه الشراكة مع المجرم بوتين، وسيكتب التاريخ ذلك في سجله الأسود.
رابعاً: نداء إلى الطائفة التي زعم بشار أنه يحميها: لقد وقفتم في مجملكم مع هذا المجرم، بعد أن خدعكم بأنه هو الحامي لكم، وجعل منكم ومن باقي شعبنا وقوداً لاستمرار هذه الحرب المجنونة التي سعرت في وجه طموحات شعبنا بكل مكوناته وطوائفه لأنه طالب بحقه المشروع في الحرية والكرامة للجميع، ولعلها تكون الفرصة السانحة للحفاظ على نسيج شعبنا السوري واستمرار روح التعايش بين مكوناته، فلا بد لكم من الأخذ بزمام المبادرة لكف يد هذا المجرم الأثيم.
خامساً: نداء الى دول العالم أجمع: إن صمتكم على هذه الجرائم وعدم العمل على إيقافها سيولد المزيد من أسباب الحقد والكراهية، وسيتحول هذا إلى المزيد من أشكال العنف والانتقام والفوضى الذي لا نرضى به ولا ندعو إليه، وسيصلى الجميع بنارها ويكتوي بأوارها، فمسؤولية الجميع تقتضي إيقاف هذا الظلم الصارخ الذي نال شعبنا المكلوم، اللهم أنت المستعان و إليك المشتكى و لا حول و لا قوة الا بك.
المجلس الإسلامي السوري
11 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق 8 كانون الأول 2019م