الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و أصحابه أجمعين و بعد
فإن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول : { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } متفق عليه
لا يخفى ما أدت اليه جائحة كورونا من آثار على الحياة الاقتصادية و الاجتماعية وما ترتب على ذلك من تبعات على مداخيل الناس و مصادر رزقهم و أعمالهم
وإننا في المجلس الإسلامي السوري إذ نرصد الجوانب المختلفة لهذه الآثار و التبعات نؤكد على ما يلي:
أولاً : نرى أن من واجبنا التذكير بحقوق الأخوة الإسلامية تجاه العمال الذين انقطعوا عن أعمالهم و تقطعت بهم السبل عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و امتثالا لتعليمات ديننا الحنيف
ثانياً: نذكر أن هناك طائفة كبيرة من العمال (قد تصل الى مئات الآلاف) توقفت مواردهم من أرباب العمل أو سُرِّحوا بسبب توقف أعمالهم و أنشطتهم التي جمدت في هذه المرحلة وغدا هؤلاء بلا عمل و لا مورد رزق ، و كثير منهم كان يعتمد في تأمين قوته و قوت عياله على هذه الأعمال يوما بيوم ، و قد وجدوا أنفسهم فجأة في وهدة الفقر و على أعتاب الجوع هم و أطفالهم و عيالهم
ثالثاً: إننا نناشد رجال الأعمال السوريين و الأتراك و أصحاب المصانع و المؤسسات التي أوقفت مخصصات عمالها في هذا الظرف وندعوهم للوقوف مع إخوانهم الذين اضطرتهم ظروفهم أن يهاجروا الى تركيا طلبا للأمن و ابتغاء للرزق ، حيث إن الواجب الشرعي يملي علينا جميعا أن نتكاتف وخصوصاً في ظرف المحنة و أن نتعاون حتى تزول الغمة ، و أولى من يقف بجانب هؤلاء العمال هم أرباب العمل الذين وسع الله عليهم و أعطاهم
فهؤلاء العمال كانوا شركاء الأمس في نجاحات رجال الأعمال سوريين و أتراكا والمأمول منهم عدم تركهم يواجهون هذه الظروف الحرجة بدون مساعدة
رابعاً : نوجه شكرنا للجهات المسؤولة التي حرصت على حفظ حقوق العمال و مواردهم ، و نوجه شكرنا لأرباب الأعمال الذين ما زالوا يبذلون لعمالهم و يتقاسمون معهم لقمة العيش و يشاركونهم همومهم وأجرهم على الله
خامساً: إن كان هناك من أرباب الأعمال من يرى أنه ليس عليه أن يدفع للعامل راتبا أو مخصصا وعنده زكاة مال فليسعف هؤلاء المحتاجين و لو من زكاة ماله فيكتب له أجر زكاته و أجر تفريج الكربات إن شاء الله تعالى
والله المستعان والله الموفق
المجلس الإسلامي السوري
الجمعة 24 شعبان 1441هـ 17 نيسان 2020م