الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد ذاق شعبنا السوري كل أشكال المعاناة بسبب عسف النظام القاتل في دمشق وظلمه وفساده وقد جاء قانون قيصر ليشكل بارقة أمل للخلاص من ذلك النظام.
إن المجلس الإسلامي السوري يوضح موقفه في النقاط الآتية:
١- لابد من تقديم خالص الشكر والتقدير لذلك البطل الحر الذي انشق عن نظام الإجرام وغادر سورية مغامراً بحياته وحياة أسرته، وحاملاً معه ٥٥ ألف صورة لأحد عشر ألف شخص تمت تصفيتهم في معتقلات النظام بعد أن ذاقوا صنوف التنكيل والعذاب.
كما يوجه المجلس الشكر مع الثناء والتقدير لفريق العمل السوري في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، الذي بذل الكثير من الوقت والجهد على مدار أكثر من خمس سنوات حتى تم إقرار قانون قيصر.
٢- يدعو المجلس كل أولئك الذين قدموا الدعم للنظام المجرم أن يكفوا عن التمادي في ظلم الشعب السوري وأن يثوبوا إلى رشدهم ويتخلوا عن ذلك النظام، فقد صار بشار الأسد قائداً لسفينة آخذة طريقها نحو الغرق، وإن في ابتعادهم عنه تقصيراً لأمد معاناة السوريين في كل أنحاء العالم، كما أننا ندعو كل الخائفين من بطش النظام إلى الانتفاض ضده، لأن في السكوت على الظالم نوعاً من الدعم والتأييد له، وإن تطبيق قانون قيصر سيُضعف النظام بل سيخنقه، وهو بهذا يقدم لجميع السوريين الفرصة للخلاص منه.
٣- إننا نعرف أن السوريين الذين يعيشون في مناطق النظام سوف يتأذون من تطبيق قانون قيصر، وإن الذي يتحمل كامل المسؤولية عن ذلك هو النظام، فحين يُقتل بريء ويصار بالقاتل إلى نيل عقوبته، فإنه هو الذي يتحمل مسؤولية ضياع أسرته من بعده وليس القاضي أو السجان.
٤- إن ما طلبه الذين سنّوا قانون قيصر من النظام ليس سوى جزء يسير مما يجب عليه أن يقوم به، وهو الانصياع لقرارات مجلس الأمن والكف عن قتل السوريين وهدم بيوتهم والإفراج عن المعتقلين، لكن النظام الذي تعود انتهاك كل الحرمات وارتكاب كل الجرائم دون أي محاسبة يجد صعوبة في ترك ما أدمنه من القتل والتشريد، وقد حان الوقت ليدفع ثمن الكثير من جرائمه على مدى أكثر من ستين عاماً.
5- نوصي جميع السوريين بالتراحم والتعاون والتعاضد لعبور هذه المرحلة الصعبة من نضالنا ضد النظام الباغي، ونرجو من أهل السعة والخير أن يزيدوا في البذل والعطاء لمساعدة الأسر الفقيرة، والله تعالى يخلف عليهم ما يبذلونه أضعافاً مضاعفة بجوده وكرمه.
٦- نطالب كل القيادات الثورية وكل الناشطين الثوريين برص الصفوف وجمع الكلمة استعداداً لاستحقاقات المرحلة القادمة والتغيرات المتسارعة في المنطقة.
في الختام نسأل الله تعالى أن يرحم شهداءنا ويشفي جرحانا ويفك أسر معتقلينا وأن يهيئ لنا من لدنه سلطاناً نصيراً.
والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
29 شوال 1441 هـ الموافق 21 حزيران 2020م