تحميل البحث كملف PDF
د. وليد محمد حنيفي
تعاني معظم النظم الاقتصادية الوضعية العديد من المشكلات العملية والأخلاقية نتيجةً لعولمة الربا والنظر إلى المال على أنه غاية الحياة، وعدم رؤية الإنسان إنسانًا يستحق المساعدة والتعامل معه بأخلاق عالية، إنَّ الإنسان محور الحياة فكيف تستغله النظم الاقتصادية الوضعية؟!
لقد رأينا كيف انهار النظام الاقتصادي الاشتراكي الشيوعي في القرن الماضي، وها هو ذا النظام الاقتصادي الرأسمالي اليوم يعاني من سكرات الموت؛ ونتيجة لذلك بدأ العالم يبحث عن ملاذ اقتصادي آمن بديلًا عن النظام الربوي المعاصر ليُنقذ البشرية ويُسعدها، ويجعل الإنسان محور الحياة الحقيقي دون استغلاله، تأتي هذه المقالة نتيجةً لإفلاس المنظومات الوضعية من القيم والأخلاق والمبادئ وتوجُّهِ العالم إلى مبادئ وقيم وأخلاق الإسلام العظيم، وهذا ما يعطينا فرصة للدعوة إلى الإسلام من باب الاقتصاد الإسلامي الذي أبدى العالم اهتمامًا واسعًا به.
إن أبواب الدعوة إلى الله تعالى كثيرة منها الاقتصاد الإسلامي، فما تعريف الاقتصاد الإسلامي، وكيف للاقتصاد أن يكون بابًا من أبواب الدعوة إلى الله تعالى؟ وما المبادئ والقيم التي ينطلق منها التاجر الداعية؟ وما الفرق بين الأخلاق الإسلامية والأخلاق النفعية.
أولًا- تعريف الاقتصاد:
لغةً: الوسطية، والاعتدال، والاستقامة([1]). واصطلاحًا وَفقًا للدكتور محمد شوقي الفنجري: (هو ما يوجه النشاط الاقتصادي وينظمه وفقاً لأصول الإسلام ومبادئه الاقتصادية)”([2]). وعرفه د. عبد الله بن عبد المحسن الطريفي بأنه (العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية فيما ينظم كسب المال وإنفاقه وأوجه تنميته)([3]) فتبيَّن من التعريفات أن الاقتصاد الإسلامي هو توجيه الأنشطة الاقتصادية بناء على أصول إسلامية.
ثانيًا- كيف يكون الاقتصاد الإسلامي بابًا للدعوة إلى الله؟
(أثبت التاريخ أن كثيراً من البلاد الإسلامية التي نعرفها اليوم لم يدخلها جيش مسلم، ولكنها دخلت الإسلام بتأثير التجار المسلمين وأمثالهم من الناس الذين لم يكونوا علماء ولا دعاة محترفين، وإنما أحبهم الناس لما رأوا فيهم من صدق الإيمان وحسن الخلق وحب الخير للناس، فكانوا أسوة حسنة، وأحب الناس دينهم بحبهم، ودخلوا فيه أفرادًا وجماعات. هكذا دخل الإسلام إلى ماليزيا وأندونيسيا والفلبين وغيرها من بلدان شرق آسيا بوساطة تجار حضرموت وأمثالهم ممن جاؤوا من جنوب اليمن ضاربين في الأرض مبتغين من فضل الله)([4]) يقول الدكتور شوقي أبو خليل: (وصل الإسلام سواحل الهند الجنوبية الغربية (مِليبار) عن طريق التجار المسلمين ابتداءً من القرن الأول الهجري، حيث نشطت التجارة بسبب سيطرة المسلمين على البحار)([5]).
نرى من خلال ما سبق أن التاجر الداعية كان سببًا رئيسًا في كسب قلوب الناس من خلال زرع الثقة عندهم لتبنيه الفضائل الأخلاقية في كل تعاملاته الاقتصادية ومع مختلف الأجناس من الناس؛ وذلك من أجل إيجاد الثقة وارتفاع مستوى أدائه من خلال صدق معاملته وقوله وفعله وجودة بضاعته وبعده عن غش الناس، وقد كان مصدر تلك الأخلاق دينهم الإسلام، الذي يأمرهم بحسن الخلق والبر والمعروف، وينهاهم عن الشرور والمنكرات وسيء الأخلاق.
إن تعامل التجار المسلمين مع سكان تلك البلاد بصدق وأمانة وما رآه الناس منهم من صدق وطهارة ونظافة وأدب دفع الشعوب إلى التساؤل عن دينهم، وعما يحملهم على الفضائل والإنصاف في حين أنهم رعايا الدولة الأقوى في العالم حينها، وعند معرفة تلك الشعوب أن الإسلام هو ما يحرك التاجر المسلم ويدفعه لالتزام الفضائل دخلوا في دين الله أفواجًا، فبقيت هذه منقبةً للتجار تُذكر لهم وحسنة سجلها التاريخ في أنصع صفحاته بأنهم في يوم من الأيام كانوا سببًا في دخول الإسلام إلى بلدان ودول ومساحات واسعة من الأقاليم، وذلك عن طريق اقتصادهم الذي تمثلوا فيه الإسلام.
إن الفضائل الأخلاقية للتاجر المسلم كما تكون بابًا للدعوة إلى الله فإن لها دورا في زيادة كفاءة أداء الوحدة الاقتصادية على مستوى الاقتصاد الجزئي؛ لأن قيام الوحدة الاقتصادية على أساس الفضائل الأخلاقية يسهم في ارتفاع مستوى الثقة على مختلف الجوانب الاقتصادية، والعكس صحيح، فعندما تنعدم الفضائل والأخلاق عند التاجر تكثر أساليب الغش وفنونه واحتكار السلع الأساسية للناس وبيع المواد الفاسدة، فينعكس ذلك سلبا على النمو الاقتصادي.
إن حرص التاجر على جني المال من أي طريق كان دون النظر لحله وحرمته ناتجٌ عن الجشع والأنانية وتبلد الحس وارتفاع قيمة المال في نظره على رتبة الإنسان، وهذه النظرة هي ما جاء النظام الاقتصادي الإسلامي لتغييرها، فالإسلام يجعل الهدف من التجارة والاقتصاد الإنسان وكرامته وخدمته، وليس المال وجمعه على حساب الإنسانية، وقد أشار الشيخ يوسف القرضاوي إلى هذا المعنى عندما تحدث عن أبرز ما يميز نظام التداول التجاري في الإسلام فقال: (جملة من المبادئ والقيم الأخلاقية والدينية والإنسانية تعتبر ركائز أساسية لبناء سوق إسلامية نظيفة ملتزمة بالمُثُل العليا)([6]).
ثالثًا- القيم والمبادئ التي ينطلق منها التاجر الداعية:
من أهم المبادئ والقيم التي ينبغي أن يتخلق بها التاجر الداعية حتى يكون داعية بحاله قبل قاله: 1- الصدق، 2- الأمانة، 3- النصيحة، 4- السماحة.
الصدق:
الصدق رأس أخلاق المؤمن، يأتي في مقدمة قِيَم التبادل التجاري وأبرز خصائص المؤمنين بل خصائص النبيين، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ))([7]) والصدق هو: (القول المطابق للواقع والحقيقة)([8]).
ولا يقوم الدين بغير صدق ولا تستقر دنيا، وعكسه الكذب الذي هو رأس شُعب النفاق وخصال المنافقين وآفة الأسواق التجارية في عالمنا اليوم، إذ بالكذب يخدع الناس ويلبس الحق بالباطل ويشيع الغش والمكر، فالكذب آفة تجار الدينا، الذين شغلهم الربح الأدنى عن الربح الأعلى، وألهتهم المكاسب الفانية عن المآثر الباقية، وهم الذين حذرهم النبي صلى الله عليه وسلم (حين خرج يومًا، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ) فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ((إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ فُجَّارًا إِلاَّ مَنْ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ))([9]).
الأمانة:
من القِيَم المرتبطة بالصدق المتمة له الأمانة، وهي (خُلُقٌ ثابت في النفس يعف به الإنسان عما ليس له به حق)([10]) والأمانة خُلقٌ من أخلاق الإيمان، فقد وصف الله المؤمنين المفلحين بقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: آية8]، وجاء من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُ: ((أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا))([11]).
النصيحة:
مما يكمل قيمة الصدق والأمانة ويؤكدها لنا النصيحة، وهي: (كلمة يعبر بها عن جملة إرادة الخير للمنصوح له)([12]) وقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم الدين كله حين قال فيما رواه تَمِيمٌ الدَّارِيُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ)) قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: ((لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ))([13]).
السماحة:
من القيم الخُلُقية المطلوبة من التاجر المسلم السماحة([14]) والتجاوز والتيسير والبُعد عن المشاحنة وما شابهها من أخلاق السوء التي تسود الأسواق، جاء من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحاً إِذَا بَاعَ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى))([15])، وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ سَمْحُ الْبَيْعِ، سَمْحُ الشِّرَاءِ، سَمْحُ الْقَضَاءِ، سَمْحُ الِاقْتَضَاءِ))([16]) ومن السماحة إنظار المدين المعسر، وإعطاؤه فرصة أو أكثر لكي يرتب أموره ويقدر على الوفاء بالتزامه([17])، قال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:280].
رابعًا- الفرق بين الأخلاق الإسلامية والأخلاق النفعية:
ونحن إذ نتكلم عن هذه المعايير الأخلاقية الإسلامية، علينا أن نفرق بين الأخلاق الإسلامية التي مبعثها الدين والإيمان والعقيدة التي فيها الرحمة والسماحة والصدق والنصيحة والبعد عن كل غرر وجهالة وغش، وبين العقلية التجارية التي مناطها النفعية واسترباح المال وينعدم فيها كل خلق إسلامي سَنِّي.
فتجار المادة والنفعية اليوم لا همَّ لهم إلا الحصول على الربح، ولا يفهمون إلا لغة الأرقام، ولا همَّ له إلا ابتلاع السوق وهزيمة المنافسين واقتناص الأموال بأي وسيلة كانت وتحقيق أكبر عائد من الأرباح والفوائد، هذا بغض النظر عن الأساليب التي تُتبع والطرق التي تُسلك في جني الأموال، لا يحسبون في ذلك حسابا لآخرتهم ولا لوقوفهم بين يدي الله، على العكس من المؤمن الذي يعلم أنه سيقف بين يدي الله ويحاسب على كل صغيرة وكبيرة.
خاتمة:
إنَّ ما سبق يدل على ضرورة تثقيف المسلم عمومًا والتاجر خصوصًا ورجال القرار الاقتصادي تثقيفًا جيدًا من خلال إقامة دورات وبرامج دورية في الجانب الأخلاقي في الاقتصادي الإسلامي؛ لكي يكونوا نماذج حية على أرض السوق والواقع في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى من خلال نوافذ الاقتصاد، التي تمُكّنُ بناء الأمة انطلاقًا من تعاليم دينها وشريعة ربها السمحة والالتزام بها، فعالمنا ينتظر عودة شرع الله في البيع والشراء، والبشرية تنتظر عودة الحكم بالقواعد الاقتصادية الصحيحة -على مستوى الاقتصاد الكلي- خصوصاً مع الإقبال العالمي على الاقتصاد الإسلامي باعتباره أكثر الأنظمة المالية أمناً وإنتاجية وسرعة في النمو، بل هو الأكثر قدرة على التعامل مع مشكلات الاقتصاد العصري، والسؤال الأهم: كم عدد الذين تأثروا بتجار المسلمين اليوم من خلال تعاملاتهم وأخلاقهم؟! كن أنت أخي التاجر ذلك الداعية
([1]) المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم (مؤصَّل ببيان العلاقات بين ألفاظ القرآن الكريم بأصواتها وبين معانيها)، باب: قصد، ج4، ص1792، المؤلف: د. محمد حسن حسن جبل الناشر: مكتبة الآداب – القاهرة، الطبعة: الأولى، 2010 م. عدد الأجزاء:4. تاج العروس من جواهر القاموس، باب: قصد، ج9، ص36، المؤلف: محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ) المحقق: مجموعة من المحققين، الناشر: دار الهداية.
([2]) الوجيز في الاقتصاد الإسلامي، د. محمد شوقي الفنجري، ص12، دار الشروق/ القاهرة، ط1، 1994م.
([3]) الاقتصاد الإسلامي، د. عبد الله بن عبد المحسن الطريفي، ص18، توزيع مؤسسة الجريسي، ط11، 2009م.
([4]) سنن قيام الحضارات وسقوطها، عبد اللطيف بن محمد بن عبد العزيز الحميدان، ص136، العبيكان-السعودية، ط1، 2017م.
([5]) أطلس دول العالم الإسلامي، د. شوقي أبو خليل، ص185، دار الفكر- دمشق، ط2، 2003م.
([6]) دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي، د. يوسف القرضاوي، ص264، دار وهبة/ القاهرة، ط1، 1995م.
([7]) الجامع الكبير – سنن الترمذي، رقم: 1209، باب ما جاء في التجار، ج2، ص506، وقال: حديث حسن، المحقق: بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي – بيروت، سنة النشر: 1998م.
([8]) الأخلاق الإسلامية وأسسها، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، ص526، دار القلم- دمشق، ط5، 1999م.
([9]) الجامع الكبير – سنن الترمذي، برقم: 1210، باب: ما جاء في التجار، ج2، ص506، حَسَنٌ صَحِيحٌ.
([10]) الأخلاق الإسلامية وأسسها، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، ص645.
([11]) المستدرك على الصحيحين، رقم: 2322، باب: وأما حديث معمر بن راشد، ج2، ص60، حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، المؤلف: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ)، تحقيق: مصطفى عطا، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1411 – 1990.
([12]) معالم السنن، ج4، ص125، المؤلف: أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي (المتوفى: 388هـ)، الناشر: المطبعة العلمية – حلب، الطبعة: الأولى 1351 هـ – 1932 م.
([13]) المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم: 55، ج1، ص74، المؤلف: مسلم بن الحجاج (المتوفى: 261هـ)، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي. الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
([14]) المُسامحة في اللغة:” المُساهلة. وتسامحوا: تساهلوا”. الصحاح: أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ)، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطا، الناشر: دار العلم للملايين – بيروت، الطبعة: الرابعة 1407 هـ – 1987 م.
([15]) سنن ابن ماجه، ت الأرنؤوط، رقم:2203، باب: السماحة في البيع، ج3، ص321، المحقق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، الناشر: دار الرسالة العالمية، الطبعة: الأولى، 1430 هـ – 2009 م.
([16]) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، رقم:7544، باب: من اسمه محمد، ج7، ص297، المحقق: طارق بن عوض الله بن محمد وآخر، الناشر: دار الحرمين – القاهرة.
([17]) دور القيم والأخلاق في ضبط التداول في السوق الإسلامي: محمود عبد الكريم.