الحمد لله والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان وتمسك برسالته إلى يوم الدين.
يقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}
لا يزال العدو الصهيوني يُظهر في كل مناسبة وفي كل وقت عداوته للحق وأهله وأن مشروعه الحقيقي هو في اقتلاع رسالة الحق وإخراج أهلها وتدنيس مقدسات المؤمنين وتحويلها إلى بؤر فساد وإفساد وتزييف للحق والحقيقة.
وها هو اليوم يسفر عن هذا بعدوانه الهمجي على رواد المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويقتحم حرمته بالقوة الغاشمة يوجهها إلى صدور المصلين العزل المسالمين، غير آبه بقدسية المكان ولا الزمان ولا بحرمة العباد الآمنين، وإن كان هذا ديدنه المعهود فإن ما أدهش أحرار العالم هذا الصمود الأسطوري من أبطال الأقصى والقدس.
إنّ المجلس الإسلامي السوري وهو يندد ويجرّم هذا العدوان الهمجي يحمل العالم كله مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية ونخص بالذكر:
أولاً: القوى الفلسطينية في الداخل والخارج والتي يجب أن تهب اليوم لنصرة القدس والأقصى، فالمعركة اليوم ليست حدثاً عابراً لكنها مفصل تاريخي سيكون له ما بعده.
ثانياً: أهلنا السوريين في الداخل والخارج لينصروا إخوانهم المرابطين بكل ما يستطيعون للصمود في وجه هذه الحملة الصهيونية وما قد ينشأ عنها.
ثالثاً: الشعوب العربية والإسلامية، أفراداً وجماعات وأحزاباً وحكومات لتقف وقفة الحق الصريح الصادق دون مهادنة ولا مواربة في وجه هذا العدوان، وتحميل “الكيان الصهيوني” ومن يسانده المسؤولية كاملة عنه.
رابعاً: جامعة الدول العربية لتؤدي دورها الحقيقي في الدفاع عن شرف الأمة العربية، فليس للعروبة معنى دون فلسطين والأقصى.
خامساً: حكومات العالم وأحزابه وهيئاته ونقاباته لتحمل مسؤولياتها في إيقاف هذا العدوان وإدانته.
سادساً: مجلس الأمن الدولي، وهو المعني بنزع فتيل الأزمات، وإعادة الحقوق إلى أصحابها فليبادر في تطبيق قراراته التي تخص حمايةً الشعوب وممتلكاتها الواقعة تحت نير الاحتلال.
وأخيراً فإن المجلس يثمن الموقف البطولي للمرابطين في الأقصى وأكناف بيت المقدس ويخص منهم أهالي منطقة الشيخ جراح الصامدين المتشبثين بأرضهم وحقوقهم، وسيبقى المسجد الأقصى بإذن الله القبلة الأولى التي تُشد إليها الرحال، وستبقى شعلة الإيمان فيه عالية ثابتة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وستتحقق بشارة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بقوله (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
المجلس الإسلامي السوري
السبت 26 رمضان 1442 هـ الموافق 08 أيار 2021م