الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن الثورة السورية تُكملُ هذه الأيام عامَها الحادي عشر، وهي بفضل الله ثم ثبات شعبنا تزداد إصراراً وعزماً، هذه الثورة التي وقفت وحيدةً تصارع روسيا التي رأى العالم اليومَ طغيانها وإجرامها، وصمد شعبنا في وجه إيران وعصاباتها الطائفية الحاقدة، ومرغت ثورتنا أنف النظام المجرم المتوحش في التراب.
إنّ شعبنا السوريَّ قدم تضحياتٍ جساماً، مئات الآلاف من الشهداء، ومثلَهم من الجرحى والمعتقلين والمفقودين، وملايين المشردين والمهجرين والأرامل والأيتام والمعاقين، وعانى التخريب والدمار والسلب والنهب الذي مارسه النظامُ المجرم ضدّ شعبنا الأبيِّ الثائر، جرت هذه الممارسات وسط صمتٍ دوليٍ مريب، وخذلان القريب والبعيد، فقد أطلق النظام العالمي يد قوى الشر والعدوان لتعبث بأرضنا دون خوفِ محاسبةٍ أو عقوبة، وبالرغم من هذا كله قدم شعبُنا أنموذجاً رائعاً للشعوب الطامحة لنيل حريتها من غاصب محتل أو متسلط عميل.
إنّ الشّعب السوري يُحيي اليوم هذه المناسبة مستذكراً الآلام والآمال، مجدداً العهد على المضي في طريق الحرية والكرامة غير آبه بالتحديات والمتآمرين، متوكلاً على الله ومستمداً منه العون والمدد.
والمجلسُ الإسلاميُّ السوريُّ بهذه المناسبة يبين ما يلي:
أولاً: يحيّي المجلس صمود شعبنا السوري في الداخل والخارج ، ويثني على تضحياته العظيمة، ويبشره بأن الليل مهما طال فلا بد أن ينبلج الفجر ويشرق الصباح، يحدونا وعد الرّب جل وعلا {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} فصبراً يا شعبنا الكريم، فما النصر إلا صبر ساعة.
ثانياً: ثبات المجلس على موقفه الذي عبّر عنه بالمبادئ الخمسة التي أصدرها في باكورة إنجازاته، وتم توافق القوى الثورية جميعاً عليها، وفي مقدمة هذه المبادئ إسقاطُ النّظام الطائفي العميل ومحاكمةُ رموزه وعلى رأسهم بشار الأسد على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا السوري، ويؤكدُ المجلسُ رفضه أيَّ موقف يسعى للتفريط بحقوق شعبنا السوري أو التنازل عن أهدافه التي قامت الثورة لأجل تحقيقها.
ثالثاً: يؤكد المجلس أنّ سورية واحدة أرضاً وشعباً، ويقف في وجه دعاة الانفصال تحت أي ذريعةٍ أو شعار عنصري أو طائفي، ويقف في وجه المشاريع التي تغذيها القوى المتربصة بأمتنا لتقسيم المقسّم وتفتيت المفتت.
رابعاً: يشدِّد المجلسُ على توحيد الجهود وجمع الكلمة، ونبذ الفرقة في مؤسسات الثورة على اختلاف تخصصاتها، مذكّراً الجميعَ بقول ربِّنا جلّ وعلا “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” فلا بدَّ أن تكون البوصلة واحدةً والهدف واحداً.
خامساً: يشكر المجلس كلّ من وقف إلى جانب شعبنا السوري وقضيته العادلة، من شعوب وحكومات ومنظمات، ويثمّنُ جهدَ المساهمين جميعاً في نصرة شعبنا بالمال أو بالقلم أو بالموقف.
وفي الختام نسأل الله للشهداء الرحمة والمغفرة، وللجرحى والمصابين الشفاء والعافية، وللمعتقلين والأسرى الفكاك والحرية، ونسأله سبحانه أن يؤوي المشردين الذين يعانون برد الشتاء وقيظ الصيف، كما نسأله سبحانه النصر القريب والفرج العاجل، وأن نرى سورية حرّة تبنيها سواعد السوريين الشرفاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
13 شعبان 1443هـــ الموافق 16 آذار 2022م