الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد بيّن الإسلام طبيعة العلاقة بين المسلمين أفرادًا وجماعات؛ فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، وقال: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} فالواجب عند حصول الخلاف أن يسعى الأخيار الثقات للإصلاح، فإن حصل الصلح فهو خير، قال تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، وإن لم تتفق الأطراف المختلفة على الصلح بسبب التنازع في الحقوق فلا بدّ من التحكيم، وحين تقبل به الأطراف ابتداءً فلا بدّ أن يرضوا بنتائجِه انتهاءً، حسماً للنزاع وصونًا للدماء والأموال والحرمات.
وقد حصل بين فصائل الثورة خلافات ونزاعات؛ فلا بدّ من حسمها منعًا للفتنة، لذا دعم المجلس الإسلامي السوري تأسيس اللجنة الوطنيّة للإصلاح، وساهم في ذلك، فكان المجلسُ مرجعيّةَ هذه اللجنة، التي تحرّت العدل والإنصاف، ونجحت بفضل الله في فضّ كثير من النزاعات.
ويرى المجلس ضرورة الالتزام بحكم اللجنة الوطنية للإصلاح من الأطراف التي احتكمت إليها، ويوصي الجميع بعدم الانجرار إلى الفتنة، ويحمّل المجلس كلّ من يرفضُ نتيجةَ التحكيم وزر عملِه.
نسأل الله أن يصلح ذات بيننا وأن يُجنبنا الولوغ في الدماء والتسبب في إزهاق الأرواح.
والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
4 ذو القعدة 1443هــ الموافق 3 حزيران 2022م