الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، أما بعد:
فإنّ المجلس الإسلاميّ السوريّ إذ يتابع ما يجري من اختطاف لنشطاء الثوار أو اغتيالهم، وعدم مراعاة لحرمة النساء والحمل في بطونهنّ استجابةً لأوامرَ تنفّذُ حرفيًّا، وما يحصل من انتشارٍ للفساد والظلم والبغي، وتعطيلٍ للتعليم، يذكّر بما يلي:
أولاً: إنّ الحفاظ على ثوابت الثورة السوريّة وما حقّقته لأبناء وطننا من كرامةٍ وحريّةٍ واجب على جميع الهيئات والمؤسسات والأفراد، ومن مكتسباتها محاربة فساد المخدّرات والاغتيالات والتبعيّة العمياء للقادة، فهذا كلّه لا يقلّ خطرًا على المجتمعات من فساد الظالمين.
ثانيًا: يجب على كلّ قادرٍ أن يدفع الظلم والبغي عن نفسه وعن غيره من المسلمين بأقلّ ما يندفع به، ويجب على أهل الرأي والحكمة وشيوخ العشائر ووجهاء المناطق أن يوجّهوا الناس إلى ذلك، حقنًا للدماء وإقصاءً للباغي المعتدي؛ استجابة لأمر الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ}.
ثالثًا: نذكّر البغاة والمشاركين في جيشهم (من أبنائنا المنتمين لهيئة تحرير الشام والمتحالفين معهم) بوجوب حقن الدماء والامتناع عن طاعة من يأمرُهم بمعصيةٍ، والابتعاد عن ترويع الآمنين أو الاحتماء بمخيماتهم؛ فإنّهم إنّما يقاتلون -في هذه المعركة- المصلحينَ من أجل الفاسدين؛ فإنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: (ما يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصب دمًا حرامًا)، ويقول: (إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)، وإنّ أهلكم الذين تقتلونهم وتقاتلونهم سيسألونكم بين يدي الله تعالى عن دمائهم، وأولى لكم أن توجّهوا سلاحكم تجاه المجرم القابع في دمشق.
وختامًا: إنّ شعبنا الصابر المرابط يستحقّ من الثوّار أن تتوحّد كلمتهم، ومن المرابطين أن توجّه أسلحتهم إلى صدور أعدائهم، ومن الأغنياء إلى توجيه المشاريع للنهوض بالمناطق المحررة وإصلاح الفساد فيها، ومن المصلحين إلى إسداء النصح، وهذه أبواب النصر القريب إن شاء الله.
والله غالب على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون
المجلس الإسلامي السوري
16 ربيع الأول 1444هـ الموافق 12 تشرين الأول 2022م