الحمد لله رب العالمين القائل: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ}
والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ المجلس الإسلامي السوري يتوجّه إلى الأهل في سورية عموماً وحوران خصوصاً بأبلغ التعازي لما حلّ بهم من مصيبة مروّعة وفاجعة مهولة، وذلك بفقدهم لأبنائهم غرقاً في البحر قبالة شواطئ اليونان، وإنّ المجلس الإسلامي السوري إذ يُعبّر عن بالغ ألمه وعظيم مواساته يبيِّن مايلي:
أوّلاً: إنّ المسؤول الأول عن هذه الفاجعة هو العصابة التي لا تزال تتحكم في سورية وتدفع شبابها إلى الهجرة تحت ضغط عوامل التفقير والتجويع والترهيب.
ثانياً: إنّ المجتمع الدوليّ والدول التي تَغرق فيها هذه المراكب شركاء في هذه الجريمة لتركهم حماية هؤلاء المستضعفين، ولعدم محاسبة نظام الجريمة في سورية.
ثالثاً: يتحمّل تُجّار البشر الوزر العظيم بسبب زجّ الشباب والأطفال والعائلات بأعداد هائلة في مراكب متهالكة بعد أن يستغلوهم بأخذ المبالغ الباهظة.
رابعاً: إنّ المجلس الإسلامي السوري طالما حذّر من ركوب البحر طريقاً للهجرة في مثل هذه الظروف وبيّن خطورة ذلك على حياة الناس، وذكّر بحرمة الشراكة في جريمة قتل أبناء سورية غرقاً بل تغريقاً في البحار.
ختاماً: نسأل الله تعالى أن يرحم أبناءنا الذين قضوا في البحار، وأن يتقبلهم في الشهداء، وأن يربط على قلوب أهلهم، وأن يعوّضهم خيراً، وأن يُعجل الفرج على سورية ويخلّصها من العصابة القاتلة المجرمة.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم.
المجلس الإسلامي السوري
السبت 28 ذو القعدة 1444هـ الموافق 17 حزيران 2023م