الحمد لله الذي عظَّم حرمة النَّفس وجعل قاتلها بغير حق كقاتل الناس جميعاً، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي جاء حرباً على الظلم والظالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد تابع المجلس الإسلامي السوري القصف الوحشي الروسي على جسر الشغور وبعض المناطق الأخرى في سورية الحبيبة، ذلك القصف الذي أدى إلى استشهاد أكثر من عشرة وإصابة نحو أربعين من المدنيين الأبرياء، وإذ يعزّي المجلس أهالي الشهداء فإنه يبين ما يلي:
أولاً: يأتي هذا القصف في سلسلة من الاعتداءات على شعبنا الحر الأبيّ، انتقاماً من وقوفه في وجه النظام الطائفي العنصري، ولا يزال شعبنا يسطِّر أعظم ثورة في تاريخنا المعاصر ثباتاً وإصراراً وقوةً عزيمة.
ثانياً: يدعو المجلس هيئات الثورة إلى عدم الرضوخ إلى هذه الأساليب الهمجية، فلا ينبغي أن يشكّل هذا القصف وأمثاله ضغطاً لتسويغ أي تسوية مع المجرمين.
ثالثاً: إنَّ القوات الروسية التي تترنح داخلياً وخارجياً باتت في وضع تحتاج معه إلى استعراض قوتها على المدنيين الآمنين، ولذلك فهي ترتكب هذه المجازر في حق شعبنا الصابر الصامد الأبيّ، وتُثبت للعالم أن المناطق المحررة ليست آمنة لأهلها فضلاً عن العودة الطوعية لأبناء الشعب السوري.
رابعاً: ندعو حجاج بيت الله الحرام والمسلمين في أصقاع الأرض إلى الابتهال إلى الله تعالى في هذه الأيام الفضيلة أن ينقذ بلادنا من العصابة المجرمة ومن المحتلين الروس والإيرانيين الظالمين والعصابات التابعة لهم، فالدعاء أقلّ حق الشهداء والمنكوبين على أبناء أمتهم.
ختاماً نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، والخلاص لبلادنا.
المجلس الإسلامي السوري
8 ذو الحجة 1444هـ الموافق 26 حزيران 2023م