الحمد لله الذي أذِنَ برفع بيوتٍ يُذكَرُ فيها اسمُه، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد:
فإنّ الله تعالى يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}، وإن للمساجدِ والعاملينَ فيها حرمةً عند المسلمين عمومًا وعند الشعب السوريّ الأبيّ بمكوناته المتنوعة، والمجلس الإسلاميّ السوريّ إذ يؤكد ما سبق فإنه يوضّح ما يلي:
أولاً: للأوقاف الإسلاميّة وضعها الشرعيّ والقانونيّ، ولا يجوز الاعتداء عليها أو العبث بها أو تغيير شروط واقفيها أو تأميمها للحكومات أو المجالس المحليّة أو غيرها ممن لا يحقّ له تملّكها أو التحكّم بها شرعًا.
ثانيًا: إنّ الأئمة والخطباء الذين يقومون على رعاية هذه المساجد وعمارتها بالصلاة والدروس العلمية وتربية النشء فيها هم أولى الناس أن تُحفظ هيبتهم ومكانتهم، وأن تُرعى شؤونهم وأن يُهتمّ لأمرهم، وإنّ المجلس يدعو الأغنياء من المسلمين إلى جعل هذه البيوت منارات علمية لتخريج القادة والعلماء، ورعاية الموهوبين، واحتضان الأيتام علمياً، وتعليم المنقطعين عن الدراسة.
ثالثًا: يثمّن المجلس موقف أهالي المنطقة الشرقية في وقوفهم إلى جانب العلماء اليوم وهبّتهم نصرةً للأوقاف الإسلامية والقائمين عليها، ولا ينسى الناس وقفتهم مع مصابي الزلزال رغم الشدّة التي يمرّون بها.
رابعًا: يرى المجلس أنّ الجهر بكلمة الحقّ وحرية الكلمة حقّ مصانٌ للشعب السوريّ، وأولى الناس به أهل العلم، وأرباب المنابر، وأيّ تكميمٍ للأفواه ومنعٍ للمتكلمين سيعودُ على فاعله بعكس مراده.
ختامًا: يشدّد المجلس على أنّه لا يجوز شرعًا استغلال ما يجري لأهل المساجد في الإساءة إلى الثورة أو حلفائها.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين.
والحمد لله ربّ العالمين
المجلس الإسلامي السوري
15 مُحرم 1445هـ الموافق 02 آب/آغسطس 2023م