الحمد لله القائل: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد القائل: (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشدّ بعضه بعضًا) وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنّ المجلس الإسلاميّ السوريّ إذ ينظر إلى ما يجري في غزّة العزّة من جرائم مروّعة وقتلٍ وتشريدٍ لأهلها، مع صمتٍ دوليّ مطبقٍ وتخاذلٍ إسلاميّ عن أداء واجب الوقتِ، فإنّه يُكبِرُ صمود أهلنا في غزة وفي عموم فلسطين المحتلّة، وحيال هذا الوضع المؤلم فإنّ المجلس يؤكّد ما يلي:
أولاً: لا يزال العدوّ الصهيونيّ منذ شهرين كاملين يمارس أبشع إبادةٍ جماعيّة (بحبلٍ من الناس) من الشركات والدول والمصانع الداعمة لهمجيّته؛ وهذا يستوجب استمرار الشعوب في مواجهته بمقاطعة منتجات الشركات التي تدعمه، ومقاطعة المنتجات الفكريّة الواردة إلينا من داعميه في العالم.
ثانيًا: إنّ العدوّ الصهيونيّ ما يزال يسخّر أدواته من الحكّام الظلمة والميليشيات المتسلّطة على بلاد المسلمين ليقمع شعوبها، ويبعدها عن نيل حريّتها، لئلا تفكّر في التحرّك نحو تحرير المظلومين وإزالة القيود عنهم.
ثالثًا: إنّ من واجب الشعوب الإسلاميّة أن تحيي أيّامها وتملأ نفوس أبنائها بذكرِ المسجد الأقصى السليب، وعليه فإنّ المجلس الإسلاميّ يدعو الخطباء في مساجدهم، والمدرّسين في مدارسهم؛ إلى تجديد العهد مع غزّة والمسجد الأقصى بذكره في خُطَبِهم ودروسهم، فهو قضية الأمّة اليوم، ومن الواجب أن نذكّر بدور الأمة وأبنائها في حفظ هذه القضية وتوريثها للأجيال.
رابعًا: يدعو المجلس الإسلاميّ أهلنا في سوريّة وشرفاء العالم أن يجعلوا من يوم الجمعة القادم يوم انتفاضة كبرى ومظاهرات عارمةِ تنطلق من المساجد والجامعات، ويومَ إعلان غضبٍ عارمٍ على ما يجري في غزّة الأبيّة، وأن ينصروا إخوانهم هناك بكلّ ما يستطيعون، دعمًا لقضية الأمّة، ويثني المجلس على جهود الشرفاء في العالم الذين يضغطون على حكوماتهم بالتظاهر أمام سفارات وممثليّات المجرمين القتلة من الصهاينة وغيره من وسائل الضغط والتأثير.
المجلس الإسلامي السوري
23 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 07 كانون الأول 2023م