الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإنّ المجلس الإسلامي إذ يتابع عن كثب ما يجري في المناطق الخاضعة لسيطرة ما يعرف بقوات سورية الديموقراطية “قسد”، فإنّه يرفض ويدين جميع الخطوات التي تقوم بها تمهيداً لتقسيم سورية، مبيّناً ما يلي:
أوّلاً: إنّ خداع “قسد” بقرار تأجيل الانتخابات مدة شهرين لن ينطلي على شعبنا السوري ضمن مناطق سيطرة قسد وخارجها، وإنّ هذا التأجيل لونٌ من اللعب بالوقت امتصاصاً لردَّات الفعل الغاضبة من السوريين ومِن دول الجوار التي يشكل مشروع قسد خطراً ضدها، ولقد أظهر السوريون مِن خلال وقوفهم في وجه مشاريع قسد ومخططاتها وعيهم الكبير وتماسكهم ورفضهم لكل ما يمهّد لتقسيم بلدهم وتجزئته.
ثانياً: إنّ المجلس الإسلامي إذ يدين ممارسات قسد وسعيها لتقسيم سورية فإنه يعلن هذه الإدانة باسم مكوّناته وأعضائه من العلماء والدعاة وفي مقدمتهم العلماء والدعاة الكورد وروابطهم المنضوية تحت مظلة المجلس، وهم العلماء الأصلاء الذين يعبّرون عن ضمير الكورد وحقوقهم التي نُقرُّها، وحرصهم على وحدة سورية وتماسكها، خلافاً لما تحاول إظهاره إدارة “قسد” من أنها المُدافع عن حقوق الكورد، بينما هي في حقيقة أمرها تسعى لتنفيذ مخططات خارجية ضد أبناء المنطقة عموماً.
ثالثاً: يُذكِّر المجلس في مثل هذه المفاصل الحرجة شعبنا بوثيقة المبادئ الخمسة التي رعاها المجلس الإسلامي وهي تنصُّ في أحد أكثر البنود أهمية على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وقد وقَّعَ على تلك الوثيقة جهات لا تكاد تحصى كثرة وهي تعبِّر عن الشعب السوري بأطيافه وتوجهات أبنائه جميعاً دون استثناء.
رابعاً: يُؤكّد المجلس أنّ ما بُني على باطلٍ فهو باطل، وإنّ ما أسمته “قسد” العقد الاجتماعيّ لم يكن إلاّ فرضًا لوجهة نظر الميليشيات الانفصاليّة التي تهدد أمن سورية والمنطقة كلها، ولا يعبّر عن آراء أبناء هذه البلاد من الكورد وغيرهم.
ختاماً: يثمّن المجلس الإسلامي السوري لشعبنا في سورية بكل مكوناته في أماكن وجوده المتعددة وقفته الغيورة ووعيه العميق وهبَّته القوية في وجه مشاريع تقسيم البلاد وإدراكه خطورتها على مستقبل بلاده.
المجلس الإسلامي السوري
02 ذو الحجة 1445هـ الموافق 08 حزيران 2024م