بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ناصر المظلومين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فيوافق اليوم مرور عام كامل على عملية طوفان الأقصى التي استطاع فيها مجاهدو غزة اجتيازَ تحصينات الكيان المحتل  وقَتْلَ عددٍ مِن جنودِه في مستوطناته وأسر آخرين، على نحو أوقع العدو في الصدمة والذهول، وأدهش العالم كله بقوتها وجرأتها، وقد حاول الصهاينة بعد هذه الضربة الثقيلة الموجعة ترميم صورتهم وتفوقهم الرادع فاقتحموا قطاع غزة وارتكبوا فيه مجازر مروّعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين على مرأى ومسمع من العالم و منظماته التي تتشدق بحق الشعوب في التحرر وبحقوق الإنسان خصوصاً حالة الحروب، وإنَّ المجلس الإسلامي السوري إذا يعبّر عن دعمه الثابت القوي لأهلنا في فلسطين وغزّة  يبين ما يلي:

أولاً: إنّ حق الفلسطينيين في الدفاع عن شعبهم ووطنهم ومكتسباتهم حقٌّ مشروع كفلتْه كلُّ الشرائع، وعلى رأسها الإسلام الحنيف، وكل المواثيق والأعراف الدولية، وهذا خيارهم الذي اختاروه في إدارة معركتهم، وهم أصحاب الحق والشأن في ذلك.

ثانياً: إن تحرير فلسطين قضية المسلمين جميعاً، حكوماتٍ ومنظمات وشعوباً، وكلٌّ يتحمل فيها مسؤوليته على قدر استطاعته، وإنّ الشعوب الإسلامية تقف جميعاً مع فلسطين باذلة وسعها قدر استطاعتها ضمن المتاح لها، والمجلس اليوم يطالب شعوب أمتنا بالمزيد والاستمرار في دعم غزة وفلسطين وأن تبقى هذه القضية ماثلة في عقول ووجدان أبناء أمتنا العظيمة.

ثالثاً: يثمّن المجلس الصمود الأسطوري لأهلنا في غزة العزّة، نسأل الله أن يتقبل شهداءهم، ويشفي مرضاهم وجرحاهم، ويطعم جائعهم، ويؤوي مشردهم، ويؤمّن خائفهم، وثقتنا بالله تعالى ونصره لهم كبيرة، فهم مظلومون صابرون محتسبون، والله تعالى يقول {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}

وأخيراً إنّ قضية فلسطين قضية جامعة للمسلمين، وذلك بثباتها على المبادئ القائمة على العدل ورفض الظلم من أي جهة كانت، نسأل الله أن ينصر إخوتنا في فلسطين نصراً مبيناً مؤزراً وأن يفرج عن أهلنا في غزة والضفة وفلسطين كلها، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

المجلس الإسلامي السوري
4 ربيع الثاني 1446هـ الموافق 7 تشرين الأول/أكتوبر  2024م