بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

يتوجه المجلس الإسلامي السوري إلى السوريين جميعاً في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سورية مبيناً أنّ الثورة السورية لم ولن تكون يوماً ضدّ طائفة معينة، ولكنها ثورة ضد نظام الاستبداد والجريمة، وقد تشاركت مكونات الشعب السوري وتعايشت معاً خلال الدول المتعاقبة على مر التاريخ.

إننا في المجلس الإسلامي السوري نخاطب اليوم أبناء الطائفة العلوية الذين زج بهم النظام في أتون معركته للحفاظ على حكم عائلة الأسد ونقول لهم: أنتم مكون من مكونات هذا البلد وشركاء لكل أبناء سورية الأحرار لكم ما لنا وعليكم ما علينا، وهذا الوقت هو وقت التخلي عن العصابة التي سعت لصبغ سورية بالطائفية، ونحن السوريين جميعاً ننتظركم لتقفوا مع أبناء بلدكم صفاً واحداً لصناعة مستقبل مشرق وعيش كريم للسوريين جميعاً دون تمييز.

ونخاطب الكرد مدركين فداحة الظلم والعنصرية والإجرام الذي مارسه النظام ضدهم، ومدركين أيضاً محاولة العصابات الانفصالية اختطاف المكون الكردي لصالح مشروعها، ونقول لهم إنّ سورية التي نسعى لها هي سورية التي يعيش فيها الكرد مواطنين كراماً أعزّة شركاء متساوين في الحقوق والواجبات.

ونخاطب المسيحيين وكذلك الموحدين الدروز والطوائف والإثنيات جميعاً قائلين لهم نحن وأنتم كنا شركاء نقاتل كتفاً بكتف أيام الثورة السورية الكبرى ونحن إن شاء الله تعالى اليوم معاً كتفاً بكتف لإسقاط نظام الإجرام وبناء سورية المستقبل التي تتسع لكل أبنائها الأحرار.

ختاماً نسأل الله تعالى أن يتكامل عاجلاً هذا التحرير المبارك للبلاد وأن تبدأ مرحلة جديدة كريمة تنتصر فيها قيم الحق والحرية والكرامة ويعيش فيها السوريون كراماً أحراراً، ونبني معاً دولة سورية القائمة على العدالة والمشاركة.

والحمد لله رب العالمين

المجلس الإسلامي السوري
02 جمادى الآخرة 1446هـ
الموافق 03 كانون الأول/ديسمبر 2024م