بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ناصر المظلومين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد أثارت تصريحات (ترمب) المتغطرسة حول تهجير أهل غزّة حفيظة أحرار العالم وشرفائه، لما تحمله من استعلاء وهمجيّة، وذلك بطلبه من أهل غزة أن يخرجوا منها متذرّعًا بإعادة إعمارها؛ لا ليعودوا إليها، بل ليجعلها منتجعًا سياحيًّا مثل (ريفيرا) الفرنسية، كما طلب من بعض دول الجوار توطينهم.

إنّ المجلس الإسلاميّ السوريّ ومن منطلق القيام بالحقّ، ونصرةً للمظلوم، وعنايةً بقضايا أمّته العادلة وعلى رأسها قضيّة فلسطين؛ يبيّن ما يلي:

أولاً: إنّ هذه التصريحات مع كونها اعتداءًا صارخًا على حقّ شعبٍ مقيمٍ على أرضه منذ آلاف السنين، فإنّها تعدّ جريمةَ تهجيرٍ وتغييرٍ ديمغرافيّ وتطهيرٍ عرقيٍّ، وتعبّر عن استخفافٍ بكلّ حقوق الإنسان التي جاءت بها الشرائع الإلهيّة، وأقرّها العالم بكل منظّماته ودُولِه، وتجعلُ أمريكا -التي من المفترض أن تكون ضامناً لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة- غيرَ نزيهةٍ وغيرَ مؤهّلةٍ لهذا الدور.

ثانيًا: إنّ أرض فلسطين بما تحمله من رمزية وقداسة لدى الأمّة ليست للسمسرة ولا للبيع، ووجود المنتجعات فيها خدمة لأهلها، لا ليدرّ الأموال خدمةً للسياسة الرأسماليّة التي تدار بها بعض الدول.

ثالثاً: يثمّن المجلس مواقف حكومات المنطقة الرافضة لهذه المهزلة، ويدعو شعوب العالم إلى زيادة الحراك الذي يعبّر عن إرادتهم التي ترفض أن تكون بلادنا سلعةً تُباعُ في أسواق السياسة.

وفي الختام يحيى المجلس صمود إخواننا في غزة وكامل فلسطين، وتمسّكهم بأرضهم وحقوقهم، ويسأل الله سبحانه أن يثبّت أقدامهم فيها، وأن ينصرهم على الغاصبين، ومن يقف وراءهم من الظالمين، والله ولي المؤمنين.

المجلس الإسلامي السوري
13 شعبان 1446هـ
الموافق 12 شباط 2025م