الحمد لله نصير المظلومين وقاهر الظالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله بالحق والعدل إلى يوم الدين وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فما زالت عصابة داعش تبرهن يوماً بعد يوم على طغيانها، وبغيها، وعدوانها، واستخفافها بقطعي القرآن الكريم، وقطعي السنّة المطهّرة في تحريم دماء المسلمين وأموالهم، فمن قريب اعتدت على المسلمين في مخيم اليرموك ولا زالت، وبالأمس أرسلت أغرارها من حدثاء الأسنان قليلي العلم والدين والفهم، ليفجروا أنفسهم في قادة المجاهدين، وخيرة إخوانهم في ريف حلب الشمالي مارع وحور كلّس، ليقتل هذا المنتحر ويجرح العشرات من المسلمين المصلين الذاكرين المجاهدين.
أيها الظلمة المارقون المجرمون، لكم موقف بين يدي رب العالمين في أول أيام قضائه فيكم، فقد ثبت في الحديث الصحيح: (أول ما يقضى بين الناس في الدماء)، فكم من دم معصوم أهرقتم، وكم من نفس مظلومة أزهقتم، فسوف تحملون الأثقال فوق الأثقال، ولتسـألنَّ يـوم القـيامة عما كنتم تعملون وتسـتحلّون، عليكم من الله ما تستحقون.
و “المجلس الإسلامي السوري” إذ يستنكر هذه الأعمال الإجرامية، ليسأل الله أن يعود هؤلاء الضالّون إلى رشدهم، أو يرينا فيهم عجائب قدرته انتقاماً لهؤلاء المغدورين المظلومين، وليؤكّد في الوقت نفسه الدور المشبوه الذي تقوم به هذه العصابة المارقة من تشويه للإسلام، وفتك بالمسلمين، ولعلّه الدور الذي كان النظام يتُوقُ إليه، وما زالت داعش تبرهن يوماً بعد يوم عن ضلوعها في تحقيقه، جعل الله كيد النظام في نحره وتدمير داعش في تدبيرها.
وفي الوقت نفسه يذكّر المجلس إخوانه من المجاهدين بأخذ الحيطة والحذر أخذاً بالأسباب وعملاً بالتوجيه القرآني: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ وما شُرعت صلاة الخوف في الحرب إلا من هذا القبيل، فقد تكرّر قوله ﴿وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ﴾، وبيّن الحكمة من ذلك بقوله: ﴿وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً﴾، وقد صرنا على قناعة تامة بأنّ الغدر مسلكٌ أصيلٌ عند داعش، ونهجٌ متّبعٌ عندهم، مستخفّين بوعيد النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: (ينصبُ لكلِّ غادرٍ لواءٌ يوم القيامة يُقال هذهِ غدرة فلان).
تقبّل اللهُ شهداءنا، وأخلفهم في أهلهم بخير، وانتقم الله من الظلمة الفجرة، ونسأله سبحانه أن يلهم الجميع الرشد والهدى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
#المجلـس_الإسلامـي_السوري
الخميس 20 جمادى الثاني 1436 هــ، الموفق: 4/9/ 2015