الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإنّ العالم كله شاهد وسمع ما يجري لأهلنا في الزبداني منذ شهور من تدمير ممنهج وإبادة جماعية لكل ذي روح فيها، الزبداني ذاك المصيف العظيم الحالم، درّة جمال الشام صار موئلاً للحمم والبراميل المتفجرة وللقنابل بأنواعها، واليوم بعد صمود أهلها وأبطالها الأسطوري يساومها الصفويون على تفريغها من سكانها وإخلائها من أهلها في عملية تغيير ديمغرافي ممنهجة ومركّزة.
إن المجلس الإسلامي السوري يناشد كل الأحرار والشرفاء في العالم ولاسيما حكّام المسلمين للتحرك السريع لإيقاف هذا المخطط القذر غير الأخلاقي والذي لا يمت إلى الإنسانية بصلة الذي تقوم به دولة إيران بالتواطؤ مع النظام النصيري العميل لها، وفي الوقت نفسه تحمّل كافة الفصائل السورية المسلحة القادرة على منع هذا المخطط والتي تستطيع نصرة إخوانهم في الزبداني كامل المسؤولية وتذكرهم بالله تعالى القائل (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) فالزبداني تستغيث وتناشدكم النصرة فعلى جميع الكتائب إشعال كل الجبهات لتخفيف الضغط عن إخوانهم وكذلك توحيد الجهود ونبذ الفرقة والاختلاف.
إنّ سوريا يراد لها أن تسلخ عن هويتها الإسلامية العربية إلى الرافضية الصفوية، والنظام السوري يعمل جاهداً على ترويع السوريين وتشريدهم من ديارهم بحيث غدا أكثر من نصف الشعب مهجّراً ومشرداً، ويعمل النظام جاهداً على إحلال غيرهم حتى من غير السوريين مكانهم ويمنح الجنسية لأعداد هائلة من أتباع الديانة الشيعية، ولم يعد خافياً على أحد مخطط الهلال الشيعي الصفوي الذي كان في مرحلة من المراحل يتستر بشعار المقاومة وينادي بالموت للاستعمار وظهر أنه أكبر شريك له في التآمر على بلاد المسلمين، وهذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على أحد لذا أسفر هذا النظام الإيراني عن حقده ، والعالم كله يراه وهو يدير العمليات ويرسل الآلاف من حرسه الثوري ومرتزقته من أبناء الرافضة لقتال الشعب السوري.
يا حكّام المسلمين ويا أيها المسلمون في كل مكان إن الشام تستصرخكم والزبداني تناشدكم للتدخل الفوري وإفشال حملة الإبادة والتهجير، وإلا فلن تقف أطماع إيران لا عند حدود الزبداني ولا على أسوار دمشق ولا عند سوريا كلها فالأطماع كبيرة والمخططات خطيرة؛ ويا ثوار وأبطال ومرابطي الزبداني اثبتوا فإنما النصر صبر ساعة نسأل الله أن ينصركم وأن يمدّكم بمدد من عنده، تقبّل الله شهداءكم وشفى جرحاكم وحفظكم من فوقكم ومن تحت أرجلكم ومن بين أيديكم ومن خلفكم، ثبّتكم الله وأيّدكم بروح منه والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
2 ذو القعدة 1436 هجري الموافق 17 آب 2015م