الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
تلقت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بكل ألم وغضب أنباء المجزرة الإرهابية الشنيعة التي ارتكبها الطيران الحربي السوري ضد المواطنين السورين العزل في سوق مدينة (دوما) بريف دمشق وفي مناطق أخرى منها، والتي أسفرت عن استشهاد المئات وإصابة المئات بجروح بليغة، وغالبهم من الأطفال والنساء.
إن هذا الإيغال في استهداف المواطنين السوريين على مدى أربعة أعوام ونصف من خلال سلسلة غير متناهية من المجازر الدموية هي حرب إبادة، مع استخدام الأسلحة الكيماوية واستهداف المساجد والمخابز والمستشفيات والأسواق والمنازل والقرى والمدن والأطفال والكبار والنساء، ولا بد للمجتمع الدولي من أن يحسم أمره في توفير الحماية للشعب السوري باتخاذ الإجراءات العاجلة لذلك، مع توفير مناطق وممرات إنسانية آمنة.
وتؤكد أمانة المجمع أنها تعطف بيانها هذا على موقف منظمة التعاون الإسلامي في بيانها الصادر أمس في 18/08/2005م، والذي أكد دعم المنظمة للمطالب المشروعة للشعب السوري “وكما طالب الدول التي مازالت تقدم العون والعتاد للنظام السوري بأن تدرك أنها بذلك تدعم قدرات النظام الذي فقد الشرعية، على قتل مواطنيه، وتدمير ما تبقى من سورية”.
ويذكر المجمع: بضرورة الالتزام بالتخلي الفوري عن دعم النظام السوري في إرهابه ضد شعبه وذلك امتثالاً للتوجيه الرباني العظيم: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)المائدة: 2.
تطالب أمانة المجمع: برفع الحصار الظالم عن الزبداني وغوطة دمشق والمدن السورية الاخرى المحاصرة.
وتنبه أمانة المجمع إلى خطورة إقدام النظام السوري على القيام بأي تبديل ديموغرافي لتغيير التركيبة السكانية على أساس طائفي، وتطالب المجتمع الدولي بالعمل على الحيلولة دون ذلك، ووجوب الحفاظ على التركيبة السكانية المعهودة في سورية، وعلى وحدة أراضي سورية وسلامة شعبها.
ويتقدم المجمع بصادق العزاء للشعب السوري المنكوب داعياً الله تعالى أن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى، ويكشف الغمة ويعجل لهم بالفرج المبين، ويمنَ على سورية بالأمن والإيمان والسلام والاستقرار.
أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي
في جدة : 4/11/1436
الموافق : 19/8/2015