بمناسبة اشتداد المعارك الظالمة في سورية أيها الشعب السوري الكريم:
ليس من كلمة أقولها لكم إلا ما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا الصديق رضي الله عنه وهما في الغار: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا). وحقاً مَن كان الله معه لا يُغلَب، والأمور بخواتيمها، إني والله لا أعلم قُطراً ولا شعباً اصطلح عليه دول العالم بقوّتهم وجبروتهم وسلاحهم من أجل إفنائه وإبادته كما اصطلح العالم الضالُّ الظالم الغاشم على إبادة شعب سورية، ولا تستثنِ طفلاً ولا امرأة، ولا شيخاً ولا مريضاً، ولا مدرسة ولا روضة أطفال؛ وفي الشام مثلٌ مشهور: (ما قدر على حماته قام على امرأته).
الثوّار على الأرض في تقدُّمٍ مدهش، وانتقامُ المهزوم أمام الأشاوس الأبطال من هؤلاء المجرّدين من القوة والسلاح، مِن الذين لا حول لهم ولا طَول، وليس هذا فعلَ الرجال، ولكنّه فعلُ الجبناء. إنّ دول العالم الغربي وبخاصّة أمريكا وبريطانيا باعوا شرفهم وتاريخهم لإسرائيل، هذه الدولة المصنوعة المركبة لغاية واحدة هي القضاء على الإسلام والمسلمين، وهم يعلمون أنّ الإسلام نور الله، فإن كانت الشمس تطفئها أمريكا فإن الإسلام لا يمكن أن تنال منه أمريكا ومن بها، واللهُ يقول: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
إنّ هذه البراميل التي تُلقى على دوما والغوطة وداريا والزبداني ووادي بردى وعلى كل بقعة من بلدنا سورية؛ هي ومن يرميها أضعفُ وأحقر من أن ينالوا من كبرياء سورية، سورية معروفةٌ بشرفها ونُبلها وإبائها. إنّ المرأة في سورية أشجعُ وأقوى من أبطال أولئك الغاشمين المعتدين إن كان فيهم أبطال.يا أهل سورية اثبُتوا، يا رجالَها ويا نساءها، ويا صغارها وكبارها اثبُتوا، يا أسواقَها وشوارعها ومشافيها ومدارسها لن تضيعوا وأنتم في سورية. أيَظنّ من لا نظرَ عنده ولا اعتبار أن الشعب السوري يُهزَم؟! كذبوا !! فإنه الشعب السوري، وهذه البراميل أحقر من أن تنال من عزم الغوطة أو الزبداني أو حلب أو وادي بردى أو أي قطعة أرضٍ سورية، و واللهِ ما نحن مع هؤلاء الأُجراء الرخّاص إلا كما قال الأول: (سمِّن كلبَك يأكلك) .. ولكن الكلب كلب، والوحش وحش.
أيّها الثوار اتّحدوا، أيها الأغنياء أخرِجوا من هذه الأموال التي لا تُغني عنكم إلا إذا أدّيتموها من أجل نصرة وطنكم وبلدكم. اتّحاد، كرم، جهاد، تضحية: هذه هي عناصر النصر. (إيمانٌ بالله، إيمان برسول الله، إخلاصٌ لله، صدقٌ مع الله، طاعة الله) هي العناصر الأهم للنصر.
الله أكبرُ نارُ الحــرب قد نشِـبتْ …. والذَّودُ عن حوزةِ الآباء قد وَجَبا
يا أيها الناسُ .. إن اللهَ يندُبكم …. إلى الجهادِ فلبُّـوا الأمرَ والطلــبا
مَن لم تكن نفسُه للحرب قادرةً …. فلْيبذُلِ المالَ دونَ الدين محتسِب
أيّها الشعب السوري نحن في امتحان شاقٍّ فلنَخرُجْ منه منتصرين بإذن الله تعالى (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ)، وهذه تباشير النصر قد ظهرت، والنصرُ لأحبّاء الصحابة الكرام، والهزيمةُ والخذلان لأعداء الصحابة، وأعداءِ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، بل لأعداء آلِ البيت، الفُرْس.
بقلم شيخ قرّاء الشام محمد كريِّم راجح
عضو المجلس الإسلامي السوري