بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها) وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار ومن سار على دربهم واتبع الهدى إلى يوم الدين أما بعد:
فها هي الثورة عادت بحمد الله فتية كما بدأت واستعادت روحها وألقها، بعد أن ظن النظام ومن وراءه أنهم قضوا على روحها بعد خروج المجاهدين من حلب وتهجيرهم من عدة مناطق كان الوعر بحمص آخرها، وما زالت سنة التمحيص ماضية وزالت كثير من الأقنعة عن الوجوه بعد أن ظنوا أن الكفة تميل لصالح النظام بعد التدخل السافر لروسيا وإيران وميليشيات الحقد الصفوي، بدأت غوطة دمشق تتحرك وتحرك مشاعر الأمل بما لها من حس في ذاكرة المسلمين الدينية فلقد جاء التصريح بها في الحديث الشريف المبشر باجتماع المسلمين فيها وبمدينة الإسلام دمشق، وانتشرت أخبار انتصارات المجاهدين في الأرجاء في هذه المنطقة الحيوية التي زج النظام المجرم فيها بكل ثقله، وبدأت معنويات المجاهدين تشمخ وترتقي مما جعل النظام يجن جنونه ويقصف قرى الغوطة بلا رحمة ولا هوادة، والمجلس الإسلامي السوري يرى ما يلي:
أولاً: ضرورة مشاركة كل الفصائل في الغوطة فالمعركة مصيرية للجميع، والتحرك بقيادة واحدة، وحذار من أن يقع أحد بالعجب وينسب الفضل لنفسه وينسى الله سبحانه المدبر والموفق، أو يغمط الآخرين حقهم ومشاركتهم فيدخل في قوله تعالى (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فليتحرك الجميع على قلب رجل واحد وليحذر كل فصيل أن تؤتى الغوطة من قبله، ولنتوكل على الله ونخلص له الجهد والجهاد، ولنحذر من أصوات المخذلين وزارعي الدسائس بين الإخوة وطالبي العنت للبرآء.
ثانياً: على المجاهدين أن يفتحوا الجبهات الأخرى فلا يليق بهم أن يقفوا متفرجين، ولا بد من مشاغلة العدو وإرهاقه وتشتيت إمكاناته وجهوده، وعدم إعطائه الفرصة ليستجمع قواه ويلتقط أنفاسه، ونخص بالذكر الجبهات القريبة كجبهات حوران والجولان وجنوبي دمشق.
ثالثاً: أكدت الأحداث أن النظام لا عهد له ولا أمان، فقد نقض عهده مع برزة والقابون في أطراف الغوطة وبدأ هجومه الواسع عليهما وتكبد خسائر فادحة وحاق به مكره السيء، ورأينا بالأمس ما حصل لمجاهدي الوعر ومن قبلهم وادي بردى وغيرهم، فهذا النظام لا يفهم إلا منطق القوة ولغة الإرغام، وانكشفت ألاعيبه السياسية في كل الجولات التفاوضية الجارية.
وفي الختام نهيب بشعبنا التحلي بالصبر فهم في رباط نسأل الله أن يكتب لهم ثواب المرابطين، كما نطلب من إخواننا في العالم الإسلامي الدعم بكل أشكاله، ولنتوجه جميعاً إلى الله تعالى في وقت السحر والأوقات الفاضلة أن ينصر إخواننا في الغوطة وفي كل جبهات العزة والكرامة، وإلى موعد قريب بإذن الله في ساحات الشام وكل مدننا وقرانا وما ذلك على الله بعزيز.
المجلس الإسلامي السوري.
23جمادى الآخرة 1438 هجري، الموافق 22آذار 2017