الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و أصحابه أجمعين وبعد ،
فلا زالت أمتنا تتلقى الضربات تلو الضربات و تقف في وجه أعتى المؤامرات وتقدم أعظم التضحيات في سبيل استنقاذ هذا الوطن من مؤامرات المتآمرين و من ظلم الظالمين.
ولقد كثرت مصائبنا و توالت حتى اتسع الخرق على الراقع فها هي جرائم المجرمين تمتد وتتوالى على أنحاء بلدنا الحبيب من حوران إلى الغوطة إلى الوعر إلى إدلب إلى الرقة ولا تستثني أحداً ممن ثاروا على الظلم و الطغيان حتى غدت حرباً سافرةً يشارك فيها بلا حياء و لا خجل كثيرون من أولئك الذين زعموا أنهم يقفون مع الشعب السوري و قضاياه العادلة.
إننا اليوم أمام فصل جديد آخر من فصول المأساة المستمرة تتجلى معالمه في محافظة الرقة وعلى مدى الأيام القريبة الماضية وصولاً إلى ما جرى أمس من قصف للسد و تهديد للحياة والانسان.
إننا في المجلس الإسلامي السوري وبعد متابعتنا لما جرى و يجري نؤكد على ما يأتي:
أولاً: لقد أقدم التحالف الصليبي بزعامة أمريكا على جريمة أخرى بحق أهلنا في الرقة قبل أيام أودت بالمئات من الشهداء والجرحى تحت ذريعة محاربة الإرهاب في حين لا يزال إرهاب النظام يتمدد و لا زالت داعش تجد لها ملاذات آمنة في طول البلاد و عرضها تحت سمع العالم وبصره وعلى مرأى من طائرات التحالف التي ترى كل شيء إلا المجرمين الحقيقيين بحق أهلنا وشعبنا.
ثانياً: إن هذه الجرائم التي يواصلها التحالف الغربي تحت ستار حرب داعش لا يراد منها و لا ينتج عنها إلا شيء واحد و هو تهجير أهل السنة من بلادهم وديارهم وبالتالي فقد باتت مؤامرة مفضوحة للتغيير الديموغرافي الممنهج في بلادنا الذي لا يخدم إلا النظام الطائفي والعصابات الإنفصالية ومشاريع أسيادهم من خارج الحدود.
ثالثاً: إن التحالف الغربي و داعش شركاء في هذه الجريمة المستمرة ففي حين تقوم داعش بجرائمها وإرهابها وتقتل وتروع أهلنا وتشرد من تشرد منهم فإنها تعطي الذريعة للتحالف الغربي الأمريكي ليكمل الهدف فيشرد من بقي من أهل السنة في طول البلاد و عرضها.
رابعاً: ومما يؤكد ما ذكرناه ما جرى أمس في مدينة الرقة حيث قام التحالف الغربي بقصف السد وانطلق المضللون والمرجفون ينشرون الإشاعات بقرب انهيار السد فهام الناس على وجوههم في يوم رعب كيوم المحشر فراراً مما ظنوه أنه طوفان سيبتلعهم و يبتلع مدينتهم.
خامساً: لقد كشفت الأيام و أكدت أن من زعموا أنهم ينادون بحقوق الأكراد و حمايتها ما هم إلا فصيل خائن عميل يسير في ركاب المشروع الأمريكي لتفتيت البلاد و بث بذور الفرقة بين أهلها ويستغل مأساة أهلنا ومعاناتهم ليقيم مشروعه وأحلامه على جماجم أهلنا وعليه فإننا نؤكد أن فصيل PYD فصيل إرهابي مجرم متآمر على الكرد والعرب لا يقل إجراما ولا إرهابا عن داعش والتحالف وأنه شريك في مشروع التغيير الديموغرافي من خلال قيامه بإعطاء إحداثيات وتجمعات أهلنا العزل ليقوم التحالف بقصفها وتشريد ساكنيها لتخلو لهم البلاد ولعصاباتهم المجرمة.
سادساً: نؤكد أن هذه الجرائم أياً كان مرتكبها أو المخطط والمنفذ لها لن تدفع إلا إلى مزيد من الغلو والتطرف الذي سيكتوي الجميع بناره طال الزمان أم قصر ولن تجدي عند ذلك صيحات العقلاء ولا أصوات الحكماء.
أخيراً: نؤكد على كل وطني شريف وعلى كل محب للحياة و للإنسانية أن يعمل و يحرص على حماية المنشآت الحيوية التي تمد الناس بأسباب البقاء والحياة ويؤدي دمارها إلى دمار الإنسان و البنيان وكل أشكال الحياة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المجلس الاسلامي السوري
الاثنين 28 جمادى الآخرة 1438 هـ الموافق 27 آذار 2017م