الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فلا زالت الأيام تكشف أبعاد المؤامرة على شعبنا وبلادنا، هذه المؤامرة التي لا يبدو أنها ستتوقف عند حدود إعادة تثبيت أركان نظام الطغيان والاستبداد؛ بل تعدت ذلك إلى مزيد من تدمير بلادنا وتقتيل أهلنا وتشريدهم، وإن ما يجري اليوم في الرقة ودرعا ما هو إلا حلقة من حلقات هذا المسلسل الرهيب،
إن المجلس الاسلامي السوري وهو يتابع بألم ما يحل بأهلنا هنا أو هناك يسجل ويؤكد ما يأتي :
أولاً: لقد اتضحت حقيقة الصورة وانكشف الزيف والخداع واستبان أن ما زعمته دول كبرى من حرصها على تثبيت الاستقرار أو حرب الإرهاب الذي رعته ومكنته ما هو إلا ذرائع واهية لاحتلال بلادنا والحيلولة دون مشاريع التحرر والنهوض لينتهي الأمر إلى تقسيم بلادنا الى مناطق نفوذ لدول عظمى تصنع نفوذها على ركام الجماجم والمباني وتستخدم في سبيل ذلك كل أنواع الأسلحة المدمرة والمحرمة كالفوسفور الأبيض لتفريغ الأرض وتشريد أهلها.
ثانياً: أن ما يجري في الرقة أو في درعا أو غيرهما من بلادنا تتحمل مسؤوليته الآنية والتاريخية هذه الدول العظمى بشكل مباشر أو غير مباشر؛
بشكل مباشر بما تمارسه من أنواع القصف المجنون وبما تمد به هذا النظام من أدوات وإمكانات القتل والتدمير، وبشكل غير مباشر لكونها حالت ومنعت وصول السلاح إلى الشعب المنكوب ليدافع عن نفسه.
ثالثاً: نقول لشعوبنا التي تشوفت إلى الحرية والكرامة ودفعت في سبيل ذلك فلذات أكبادها إن هذه المؤامرات وهذا الظلم لن يدوم، وان جذوة الحرية قد تخبو ولكنها لن تنطفئ، فهي كالنار تحت الرماد سرعان ما تستعر من جديد لتحرق كل جبار عنيد، وسيبقى يقيننا بما قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) ولكننا نؤكد رسالتنا الدائمة بضرورة توحيد الصف الثوري على القواسم المشتركة الجامعة لالتفاف الشعب حول ثورته من جديد، وإن يوم النصر آت لا محالة مهما عظمت التضحيات والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
المجلس الإسلامي السوري
22 رمضان 1438 هجري، الموافق 17 حزيران 2017م