الحمد لله نصير المظلومين والصلاة والسلام على نبينا محمد نبي الحق والعدل وعلى آله وأصحابه أجمعين يقول الله تعالى (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ¯ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) وبعد :
فإن هيئة تحرير الشام استمرت في بغيها وظلمها للمجاهدين ولم تستمع لصوت الحق والشرع والعقل، وآثرت سفك الدماء وترويع الناس وإشغال المجاهدين عن وجهتهم الصحيحة التي خرجوا لأجلها من قتال النظام المجرم وحلفائه من الروس والإيرانيين والمجموعات الطائفية الحاقدة المجرمة، وضربت هيئة الشام عرض الحائط بكل المبادرات الخيرة التي عرضها أهل الصلح والخير، وأبت إلا أن تستمر على نهجها القاعدي في قتال المجاهدين واعتقال العلماء وتحرير المحرر، وقد توسع بغيها وعمّ مناطق كثيرة في الشمال السوري مما جعله مفتوحاً على كل احتمالات ومبررات التدخل، وكان المجلس الإسلامي السوري قد وجه دعوة شرعية أكد من خلالها وجوب الانفكاك والانشقاق عن هذه الهيئة الباغية وذلك كفاً ليدها وحفظاً لدماء المسلمين لا كما فهمه بعض المتربصين والمغرضين بأنه تحريض على القتال، إن الهيئة لدى الاستقصاء هي الباغية ويجب إيقافها عند حدها وإذا لم ترعو وتنصاع لدعوات الصلح وجب قتالها بنص الآية (فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي) وبعد استعراض تطور الوقائع التي لا تسر صديقاً وتشمت بنا الأعداء يبين المجلس ما يلي :
أولاً: يثني المجلس على ما أقدمت عليه حركة نور الدين الزنكي من انفكاكها وانشقاقها عن هيئة تحرير الشام، ويثمن المجلس هذه الاستجابة للشرع، ويراها خطوة رائدة في الاتجاه الصحيح، ويأمل أن تحذو باقي الفصائل حذوها، وإلا فما تريقه الهيئة من دماء ظلماً عليهم كفلٌ منها، فهم أعوان البغاة والظلمة.
ثانياً: يدين المجلس بأشد عبارات الإدانة استطالة الهيئة على المعاهد الشرعية في مناطق مختلفة وتحطيم أثاثها وسرقة محتوياتها مما يعد إفساداً في الأرض وإهلاكاً للحرث والنسل، وكذلك اعتقالها لعدد من العلماء وملاحقة البعض وترويع الأهالي بحملات الاقتحام التي لم نسمع مثلها إلا على يد النظام المجرم، ونصب الحواجز التي قطعت أوصال المدن والقرى.
ثالثاً: نرى ضرورة أن يعلن الأهالي عن رفضهم لهذا البغي وذلك برفضهم استقبال ودخول الهيئة قراهم، وكذلك اصطفافهم خلف من بغي عليه من الفصائل، لأنهم أهل الحق في هذه القضية.
وأخيراً لم يعد هناك أي شبهة لمغرر أو مغفل بالانحياز لهؤلاء بعد أن رأى سلاحهم رُفِعَ في وجه الفصائل المجاهدة جهاراً نهاراً دون أي وجه حق فلا تجوز نصرتهم لا باليد ولا باللسان، نسأل الله أن يردهم لصوابهم أو يكسر شوكتهم ويريح الأمة من شرهم وغلوهم، اللهم عليك بالبغاة المعتدين، وانصر الحق وأهله يا رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
26 شوال 1438 هـ الموافق 20 تموز 2017م