الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
تتوالى فصول المؤامرة على أهلنا و شعبنا في سوريا وتستمر تحت سمع العالم و بصره ليستمر المسلسل الرهيب الذي كنا حذرنا منه مراراً وتكراراً، وفي سياق خرق مستمر للهدنة بالغوطة الشرقية منذ ما يقارب الشهرين، يأتي فصل جديد حيث استهدفت عصابات الأسد أمس بلدات عين ترما وجوبر وغيرهما من بلدات ومدن الغوطة الشرقية بأكثر من أربعين صاروخ “أرض – أرض” وعشرات من قذائف الهاون والمدفعية، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى بصفوف المدنيين.
ويبدو أنه كلما نجح الثوار في التصدي لمحاولات عصابات الأسد التسلل و الاقتحام يكون الانتقام من المدنين العزل، ولا تتورع هذه الأخيرة عن استخدام كل وسائل القتل و التدمير من طيران حربي الى صواريخ الى مدفعية ثقيلة.
ويأتي كل ذلك في سياق حصار خانق على الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام السوري مما يضاعف آلام وعذابات المصابين و المحاصرين.
إن المجلس الاسلامي السوري وهو يتابع بألم ما يحل بأهلنا يسجل ويؤكد ما يأتي:
أولاً: إن هذا الذي يجري في الغوطة الشرقية و غيرها ليؤكد ما ذكرناه من قبل عن مسؤولية الدول العظمى عن هذه الجرائم التي تجري تحت سمعها و بصرها، و هي التي جعلت من نفسها ضامنة أو راعية لوقف النار أو تخفيف التصعيد كما تسميه.
ثانياً: إن ما يجري في الغوطة الشرقية ليؤكد أن ما يسمى هدنة ما هو إلا وسيلة من وسائل الخداع والتضليل التي تمارسها عصابات النظام الأسدي المجرم ومعه شركاؤه وأسياده في هذا الخداع للالتفاف على ثورة هذا الشعب و محاولة إجهاضها.
ثالثاً: نقول لشعبنا السوري عامة و لأهلنا في الغوطة خاصة إن عظم البلاء الذي نزل بكم يدل على أنكم كنتم و لا زلتم الحلقة التي غص بها هذا النظام المجرم وستبقون بإذن الله تعالى قلعة الصمود التي تتكسر عليها كل مؤامرات أعداء هذا الشعب ولعل صمودكم اليوم يكون نبراساً للثائرين و مهما عظمت التضحيات فإن نصر الله آت لا محالة إن شاء الله تعالى فإنكم في أرض الفسطاط و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.
المجلس الإسلامي السوري
12ذي القعدة 1438 هـــ الموافق 4 آب 2017م