الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين محمد عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
فمنذ تحرير إدلب من النظام الغاشم ونحن نناشد القوى الفاعلة بأن يتسلم زمام الأمور فيها سلطة مدنية تمتلك الخبرة والكفاءة والأمانة، وكان هدفنا الأساس أن يطمئن الناس وأن تعطي هذه الإدارة مثالاً يحتذى وحافزاً لجميع المدن السورية أن تتخلص من نير النظام الغاشم والاحتلالين الصفوي والروسي، والذي حصل أن التجاذبات الفصائلية والبغي الذي حصل من النصرة على باقي الفصائل كل ذلك لم يحقق للناس ما كانوا يأملونه ويرجونه، وجاء الاعتداء الأخير من الهيئة على الأحرار في الشمال السوري ليزيد الأمر تعقيداً والمشكلة استفحالاً، ومع استعداد النظام ومعه الدول العدوانية روسيا وإيران للعدوان على إدلب فإننا نبين ما يلي :
أولاً: إننا مع اختلافنا مع هيئة تحرير الشام فكراً ونهجاً وسلوكاً لا يمكن أن نقبل أو أن يقبل شعبنا أن يتخذ وجود هذه الهيئة مبرراً لهذا العدوان، وذريعةً لتدمير الحجر والشجر وإهلاك الحرث والنسل، ولا نرضى كذلك أن تتخذ بيانات ومواقف المجلس تكؤة لاستباحة أية مدينة سورية؛ فنحن نعتقد أن النظام وحلفاءه هم الإرهاب الأكبر الذي ينبغي على الجميع قتاله ومحاربته، فنحن نرفض هذا العدوان بعد أن رأينا ما جرى في الموصل والرقة، حيث كان الخاسر الأكبر هم المسلمون من أهل هذه المناطق، فقد رأينا كيف تبخر أكثر المقاتلين وسمح لهم بالتوجه إلى أمكنة أخرى ليكتمل مسلسل التهجير والإبادة.
ثانياً: نرى لله ثم للتاريخ أن تبادر الهيئة إلى سحب هذه الذرائع إن كانت تنشد مصلحة الأمة وقد رأت ما حل في المناطق الأخرى، وعليهم ألا يخدعوا الناس بانتصارات موهومة خاضوها مع من تورع عن قتالهم وخاف الله فيهم، وفي الوقت نفسه نرى أن الهيئة تسلم المنطقة تلو الأخرى لأعداء الأمة كالنظام وحزب الشيطان بانسحابات منظمة متفق عليها، وليس آخرها ما جرى في القلمون، وكان عليها توجيه بنادقها إلى النظام وحلفائه.
وأخيراً نسأل الله أن يحمي أهلنا في إدلب وريفها وغيرها من المناطق من كيد الكائدين وعدوان المعتدين، وأعان الله شعبنا الذي تكالب عليه المعتدون وانهالت عليه السهام من كل جانب، إنه نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الاسلامي السوري
الثلاثاء 16 ذو القعدة 1438هــ الموافق 8 آب 2017م