الحمد لله رب العلمين وخالق الخلق أجمعين الرزاق ذي القوة المتين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد تأخر نزول المطر على بلادنا في هذه السنة عما اعتاده الناس في كل عام، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام في مثل هذه الحالة أن يستسقي للناس بطلب الغيث من الله سبحانه وتعالى ، ولقد ذكر الفقهاء أن مما يشرع في مثل هذه الحالة أمر الناس بالتوبة والاستغفار عملاً بقوله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ♦ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ♦ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) وأمرهم برد المظالم إلى أهلها ، والإكثار من فعل الخير كالصدقة، ولقد تحدث الفقهاء عن الاستسقاء وسننه وآدابه وذكروا أن أعلاه رتبةً الخروج إلى المصلى وصلاة ركعتين كصلاة العيدين مع خطبتين عند الجمهور، ثم أدنى منه الاستسقاء بالدعاء في خطبة الجمعة كما ثبت في صحيح البخاري أنه استسقى عليه الصلاة والسلام في خطبة الجمعة بعدما شكا إليه رجل القحط وهلاك الماشية والزرع فرفع يديه عليه الصلاة والسلام ودعا في الخطبة بدعاء جامع عظيم، وذكر راوي الحديث وهو أنس بن مالك رضي الله عنه أن الله أغاثهم على الفور وظل المطر ينهمر من الجمعة إلى الجمعة التي تلتها، ويمكن أن يكون الاستسقاء بالدعاء عقب الصلوات كالجمعة أو أي صلاة، وهناك أحكام تتعلق بفقه الاستسقاء لا تخفى على العلماء وطلبة العلم من الأئمة والخطباء.
والمجلس الإسلامي السوري يرغب إلى عموم الأئمة والخطباء في سوريا القيام بصلاة الاستسقاء يوم الجمعة القادم 20 ربيع الأول 1439 هـ الموافق 8 كانون الأول 2017 م بمشيئة الله، ونرى أن يراعي الخطيب أو الإمام أحوال الناس الأمنية، نسأل الله العلي العظيم أن يسقي العباد والبلاد ويحيي بلده الميت وينشر رحمته إنه هو الولي الحميد، وأن يجعل سقيانا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
16 ربيع الأول 1439 هـ الموافق 4 كانون الأول 2017م