الحمد لله القائل “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ “ والصلاة والسلام على نبينا محمد قائد المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فلا زال الغدر الروسي يتضح يوماً بعد يوم فيما أبرم من اتفاقات ما يسمى “خفض التصعيد”، حيث كان من الواضح أن الهدف من هذا الاتفاق ابتلاع المناطق المحررة من قبل النظام وحلفائه منطقة تلو أخرى، وكنا قد حذرنا الفصائل من هذه المكيدة وألا يقعوا في شرك هذا الخداع، وما زال هذا المسلسل مستمراً، ويشاع بين الفينة والأخرى بأن العدوان القادم سيكون على منطقة إدلب، والمجلس الإسلامي السوري يبين حيال هذا ما يلي:
أولاً: إن أكبر ما أتيت الثورة من قبله هي الفرقة، وكان هذا التشرذم أخطر على ثورتنا من مكر الأعداء وعدوانهم بالرغم من شراسته وهمجيته وتواطؤ العالم بحكوماته ومنظماته معه، ونحن ندعو الفصائل باسم الدين وبحق الدماء التي أهرقت والجراحات التي نزفت والأعراض التي انتهكت وباسم الأرامل واليتامى والسجناء والمهجرين وباسم كل المظلومين في داخل أسوار الوطن السجين وخارجه؛ ندعوهم أن يأخذوا لهذا الأمر أهبته، وأن يحملوه على محمل الجد، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بوحدة الصف، ويختارون العنوان الذي ينضوون تحته، فهذه وسيلة يجتهد الناس فيها ويصلون فيها إلى رأي يراعى فيه المصلحة العامة، والظروف المحيطة،
فأي صيغة يرونها جديرة فلا بأس فيها ما دامت تحقق الغاية وهي اجتماع الكلمة ووحدة الصف، ولقد خسرت الثورة الكثير من المناطق بسبب التقاعس عن فريضة الوقت، فالعبرة العبرة، والعظة العظة.
ثانياً: نهيب بجارتنا الشقيقة الكبرى تركيا، والتي تحملت مشكورة العبء الأكبر في إيواء ونصرة شعبنا السوري أن يكون لها موقف حاسم في منع هذا العدوان، وتصريحاتهم الأخيرة في ذلك مطمئنة، فلا يخفى أن مهجري المناطق كلها قد جمعوا في هذه المنطقة، وسيكون تهجيرهم مرة أخرى كارثة على الجميع.
ثالثاً: لا بد من تضافر الجهود المدنية والعسكرية والأمنية في المناطق المحررة للحفاظ على الأمن وإدارة هذه المناطق بما يحقق لها الاستقرار ويؤمن لها الاحتياجات ومقومات الحياة الكريمة.
وفي الختام الثورة ماضية والنظام مهزوم بإذن الله، ولا بد أن يأتي يوم يرحل فيه المحتل الروسي والإيراني، نسأل الله أن يرد عن شعبنا بأس المعتدين وكيد الكائدين، إنه ولي التوفيق وهو الناصر والمعين.
المجلس الإسلامي السوري
4 ذو القعدة 1439 هجري، الموافق 17 تموز 2018