الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الأخبار تتوالى عن ارتكاب قوات التحالف في شرقي دير الزور مجازر بشعة، راح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، في غيبة تامة للوسائل الإعلامية عن تغطية هذه الجرائم وفضحها، وكذلك ما فعله النظام المجرم في ريفي حماة وإدلب في الأسابيع الأخيرة من مهاجمته للمناطق المنزوعة السلاح، وكذلك قصف بعض أحياء حلب بالغازات من قبل النظام واتهام بعض الفصائل المعارضة بذلك. والمجلس الإسلامي السوري وبعد متابعته الحثيثة لما جرى ويجري يود أن يوضح ما يلي:
أولاً: يستنكر المجلس هذه المجازر المتكررة على القرى الآمنة من طرف قوات التحالف في شرقي سوريا في دير الزور وما جاورها، ومن قوات التحالف الطائفية في أرياف حلب وإدلب وحماة، وكان آخرها مجزرة جرجناز التي راح ضحيتها عدد من النساء والأطفال، ويبين المجلس أن هذه القوى تمارس تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب” ما هو أشد وأعتى مما يمارسه الإرهاب نفسه، مع علمنا بأنهم هم من أوجدوا الجماعات الإرهابية من أجل إفشال ثورات الربيع العربي وتثبيت أقدامهم في المنطقة.
ثانياً: إن عدوان النظام وحلفائه من الطائفيين على المناطق المنزوعة السلاح ليؤكد مرة أخرى أن هؤلاء لا عهد لهم ولا ذمة، وليس في منظورهم ما تتحدث عنه المنظمات الدولية العالمية من الشروع في حل سياسي ينهي الأزمة على حد تعبيرهم، بل يسعى النظام بمراوغاته وبمعونة من يقفون معه من الروس والإيرانيين إلى الحسم العسكري، والعمل على خداع شعبنا بإجراءات شكلية لا تقدم ولا تؤخر، ولا تتناسب مطلقاً مع ما قدمه من تضحيات لنيل حريته والخلاص من النظام المجرم الجاثم على صدور السوريين منذ عقود.
ثالثاً: نهيب المرة تلو الأخرى بفصائلنا المجاهدة أن يأخذوا حذرهم، وأن يكونوا دائماً على أهبة الاستعداد لمواجهة غدر هؤلاء ومكرهم، ولا يمكن القيام بذلك إلا برص الصفوف وتوحيد الجهود.
في الختام نؤكد أن ما قام به الشعب السوري هو ثورة ضد الظلم والاستبداد، وستبقى الثورة السورية ماضية بإذن الله تعالى نحو تحقيق كامل أهدافها رغم تآمر القريب والبعيد.
اللهم ارحم شهداءنا واشف جرحانا وانصرنا على عدونا يا قوي يا متين.
والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
20 ربيع الأول 1440 هــ الموافق 28 تشرين الثاني 2018م