الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فلا يخفى على أحد التهجير القسري الذي وقع على الشعب السوري بسبب بطش النظام المجرم، الذي دمر القرى واستخدم ضد المدنيين كافة أنواع الأسلحة بما فيه الممنوع استخدامه دولياً كالسلاح الكيميائي والقنابل العنقودية والارتجاجية، جرى كل ذلك على مرأى ومسمع العالم بالنقل الحي المباشر على وسائل الإعلام، فلم يعد أحد يعوزه التوثيق ولا التحقيق، وكان حرياً بهذا العالم أن يمد يد العون لهؤلاء المهجرين، فضلاً عن أن يدفع عنهم الظلم الذي حصل بسببه التهجير، دول الجوار سارعت مشكورة بإيواء بعض هؤلاء اللاجئين بما تتيحه الإمكانات وما تساعد به المنظمات، والدول في هذا المجال بين محسن ومسيء، وبين منفق باذل أو متاجر بعذاب شعبنا، ولا يخفى ما وقع في لبنان أخيراً من ظلم مارسه البعض على اللاجئين السوريين، وبعض هذه الممارسات يحمل طابعاً عنصرياً وآخر انتقامياً، وجريمة مقتل الطفل السوري أحمد الزعبي والتستر عليها ليست الوحيدة، والمجلس الإسلامي السوري وبعد متابعته واطلاعه على ما يجري لإخواننا اللاجئين في لبنان يبين ما يلي :
أولاً: إن حق اللجوء تقرره كل الأديان الإلهية والمبادئ الإنسانية، ويعلم الجميع أن هذا اللجوء كان اضطرارياً وليس اختيارياً، فكيف إذا كان من لجأ إليه أولئك المضطهدون دولة جارة تربطها معهم روابط الدين والنسب والعرق والتاريخ المشترك والمصالح الدائمة.
ثانياً: نذكر أشقاءنا في لبنان بالموقف المشرف الذي وقفه الشعب السوري من إخوانهم الذين لجؤوا من لبنان في مناسبات عدة، حيث قام الشعب السوري بواجبه حيال إخوانه من اللاجئين بكل أريحية ومسؤولية، ونذكرهم بالوقت نفسه أن جزءاً كبيراً مما يعانيه الشعب السوري كان بسبب الهجمة الوحشية من حزب الله اللبناني ومن تواطأ معه، هذا الحزب الذي تغول على السوريين داخل وطنهم وساهم في تهجيرهم، وأوضح مثال على ذلك تشريد الحزب لأهالي القصير والزبداني وما جاورهما فضلاً عن مناطق أخرى، فكان من المفترض على المتذمرين من اللجوء السوري أن يكفوا عن السوريين سفهاءهم ومجرميهم.
ثالثاً: يشكر المجلس كل مواطن ومسؤول مد يد العون لهؤلاء المنكوبين، وقام بواجبه الإنساني الذي تقتضيه الشرائع والأعراف، وفي الوقت نفسه نهيب بالجهات الحكومية القيام بواجبها في حماية هؤلاء اللاجئين وإيوائهم، وأن لا يجبروهم على العودة القسرية لبلادهم وقراهم، وهم يعلمون علم اليقين أن الأسباب التي أدت لنزوحهم ما زالت قائمة بل تفاقمت أكثر، وكذلك متابعة الظلامات التي وقعت على السوريين والتحقيق فيها لمعاقبة المجرمين، كما يشكر المجلس كل الحكومات والمنظمات التي ساهمت مؤخراً بمساعدة مخيمات اللاجئين في موجة البرد والمطر والثلج الأخيرة، لا سيما في مخيم عرسال.
وأخيراً نسأل الله العلي القدير أن يعين السوريين في محنتهم وأن يسهل للاجئين أسباب العودة الكريمة إلى وطنٍ حرٍ كريم.
المجلس الإسلامي السوري
19جمادى الأول 1440هــ الموافق 25كانون الثاني 2019م