الحمد لله القائل: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، والصلاة والسلام على رسوله القائل: “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”.
وبعد، فإنّ المجلس الإسلامي السوري قد هاله نبأ وفاة الرئيس المصري الشرعي محمد مرسي في سجون الظالمين، ويرى أنّ وفاته كانت نتيجة تدبير خطط له يتحمل مسؤوليته من زج به في السجن ومنع عنه أبسط متطلبات الحياة الكريمة من دواء وغذاء،
وعليه فإنّ المجلس ليسأل الله تعالى أن يجعل الفقيد في عداد الشهداء المنافحين عن الحق والعدالة وأنْ يجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
إنّ المجلس الإسلامي السوري إذ يعزي أهله وإخوانه وشعبه وأمته بفقده، ليهنئ الشرفاء والأحرار في عالمنا بارتقائه بطلاً قدم حياته وفاءً لدم الشهداء الذين سبقوه والتزاماً بالعهد الذي قطعه على نفسه ألا يخون الأمانة التي حملها قبل سبع سنوات فلم تلن له قناة ولا خارت له عزيمة ، وبدأ يصلح ما أفسد الظالمون ، واشرأبت إليه أعناق المستضعفين في كل بلاد المسلمين وخصوصاً في أرض الشام و فلسطين، قال قولته المشهورة لبيك يا قدس، لبيك يا سورية، فتآمرت عليه قوى الشر ظناً منهم أنْ تغييب الشرفاء والأطهار سينهي ثورة الأحرار ويضمن بقاء الأشرار والمغتصبين للأرض والمقدسات، إنّ كلمات الفقيد الشهيد بإذن الله لم يزل يتردد صداها، ليصل إلى الملايين، فتكون باعثاً ووقوداً يذكي نار ثورة الشعوب من جديد، لنْ ينساك كل سوري حر شريف فقد بذلت كل شيءٍ لأجل سورية و فضحت المتآمرين والمتسترين بستار المماتعة والمقاولة مع العدو الغاصب لأقدس مقدساتنا، إنّ سجل الثورة السورية ليفخر ويزهو اليوم أنْ يزين بمحمد مرسي بمواقفه المشرفة وكلماته الصادقة.
عزاؤنا لأهل مصر ولشعوب العالم التي تتطلع إلى الحرية ولأسرة الفقيد رحمه الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، أخيراً ندعو كل أبناء شعبنا لإقامة صلاة الغائب اليوم على فقيد الأمة وشهيدها والدعاء بالرحمة والقبول له ولإخوانه الشهداء في كل مكان.
المجلس الإسلامي السوري
الثلاثاء 15 شوال 1440هـ الموافق 18-6-2019م