الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والذي أنزل الكتاب ليقوم الناس بالقسط، وليتآخى عباده المؤمنون فيما بينهم قال تعالى [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] وجعل سبحانه نعمة الأخوة والمحبة في الله آية من آيات كرمه [وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ]
إنّ المجلس الإسلامي السوري من موقع المسؤولية والواجب يود إعادة التذكير والتأكيد على الحقائق الآتية:
أولاً: إن الأخوة التركية السورية في الماضي والحاضر والمستقبل، أخوة في الديانة والتاريخ والجغرافيا، ويجب على طرفيها الحرص على إدامتها والحفاظ عليها، والحذر من كل ما من شأنه تشويهها أو الإساءة إليها.
ثانياً: كانت تركيا حكومةً ومؤسسات وشعباً نِعم المضيف الكريم، وكان السوريون نِعم المعترف بالفضل والشريك في أمن واستقرار وازدهار بلدهم الثاني تركيا، وليست الممارسات التي ظهرت هنا أو هناك، من هذا أو ذاك إلا نشازاً يؤكد صحة قاعدة الأخوة الصلبة والمستمرة.
ثالثاً: إن السوريين أفراداً ومؤسسات يثمّنون ويتفهمون حرص الإخوة الأتراك على أمنهم القومي وسيادة قوانينهم، بل يساندونهم في ذلك ويعينونهم عليه.
رابعاً: إن واجب النصيحة واجب شرعي وأخلاقي من أي موقع يحتلّه الإنسان، مضيفاً كان أم ضيفاً، والطرفان معنيان بتفهم احتياجات إخوانهم، فالسوريون معنيون بتفهم احتياجات إخوتهم في تركيا ومطالبون بأداء النصيحة لهم فيما يرون فيه تحقيق مصالح تركيا الحالية والمستقبلية، والأتراك معنيون كذلك بإدامة قلوبهم وأبوابهم مفتوحة لإخوانهم الذين ألجأتهم يد الظلم والإجرام لمغادرة مؤقتة لبلدهم.
وقد كان تعامل الإخوة الأتراك مع قضية السوريين العادلة مأثرة إنسانية، ونبراساً تستضيء به الأمم، وواجبنا معاً الحفاظ على هذا المكتسب، وعدم السماح بتشويهه نتيجة اضطرارات آنية أو ممارسات فردية أو قرارات لا تأخذ بعين الاعتبار الظروف القاسية والصعبة التي سيعاني منها من تقع عليه.
خامساً: إننا نعلن الى العالم أجمع، شعوباً ومؤسسات وحكومات، أنّ العلاقة الأخوية التركية السورية هي مثال يحتذى به في النجدة والنصرة من الأتراك، ومن الوفاء والتقدير والعرفان من السوريين، وستبقى هذه الملحمة الانسانية بإذن الله ما بقي الليل والنهار، مسترشدين بأمر ربنا [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا] وقول نبينا صلى الله عليه وسلم ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
سادساً: كان للتفاعل بين المؤسسات التركية الرسمية مع المؤسسات السورية المعنية أطيب الأثر في تطويق آثار بعض القرارات الأخيرة ووضعها ضمن سياقها العملي العادل والسلس. إنّ التأكيدات الرسمية حول تسهيلات سيتم اتخاذها عند تطبيق القرارات الخاصة بتنظيم وجود ضيوف تركيا السوريين في المدن التركية المختلفة محل تقدير واحترام، والمجلس ينظر بعين الشكر إلى هذا التفاعل الطيب الأخوي المعروف من إخوتنا الأتراك مع إخوانهم السوريين.
وفي الختام حمى الله تركيا وأهلها ونصر السوريين وثورتهم، وأعادهم إلى بلادهم منتصرين ظافرين ليشهدوا أمام الدنيا بكرم وحسن الضيافة التركية، ويحملوا الرسالة إلى أجيالهم القادمة عن الجود التركيّ الذي لا يحتاج إلى مزيد بيانٍ أو تعريف.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
المجلس الإسلامي السوري
1 ذو الحجة 1440 هــ الموافق 2 آب 2019 م