الثورة عنوانًا للتغيير
نوفمبر 23, 2019
غُلُوّ الشيعة ووسطية أهل السنة
نوفمبر 23, 2019

شام الإباء

الشاعر: تميم اليونس

نسائمُ الفجرِ سكرى في مُحيّاها … اللهُ كمّلها حسنا  و أَوْلاها

رياضُها السِّحرُ .. ما أبهى الفراتَ بها … كأنَّهُ والهٌ شاقَتْهُ رُؤياها

غنّاءُ فيحاءُ قد طابت نسائِمُها   … فالسُّحْب جادَت بما تبكيه عيناها

من وارفاتِ ظلالٍ تحتها عبقٌ … تحويهِ من صنعةِ الخلاّقِ أبهاها

عطرٌ  حواه الثّرى .. ذاك الذي رشفتْ….  شفاهُهُ من دماءِ الشعبِ أزكاها

ففاحَ زهرُ رياضٍ جَلَّ صانِعُها …. يُسَبِّحُ اللهَ مَن يَحظى برُؤياها

 وداستِ الزهرَ غربانٌ وأحذيةٌ … فمزقَتْه و زادت بعد بلواها

فأَنشَبَتْ فوقَ ذا غدرًا أظافرَها … في مقلتيها .. و ذاك الغدر أدماها

نادتْ وصاحتْ .. وكادَ الصوتُ يخنُقُها… وما الصياحُ اذا ما كمَّموا فاها

هل يسمعُ الرعدَ من في أُذْنِهِ صممٌ… أو يبصرُ الشمسَ أعمى حين يَلقاها

غدرٌ .. وحقدٌ .. وسكينٌ و معتَقلٌ … والموتُ يمشي بطيئًا في خلاياها

لكنّها رَغمَ كيْدِ الكفْرِ صامدةٌ  … تُذيقهُ المرَّ كأسًا ليسَ ينساها

 تكادُ تقضي.. ولا خوفا يُداخلها … تصارعُ الموتَ الذي قد بات يخشاها

جمالُها الغضُّ لم يوهن عزيمَتها … أو نالَ من صبرِها شيئاً فأوْهاها

كانت كما الشمسِ يَجلو نورُها ظُلَما  … يُبدد الجهلَ  .. ليس الليلُ  يغشاها

شبابها علموا الدنيا بعزَّتهم …  فنَّ الإباءِ .. فكيف الذلُ يغشاها !

كانوا منارات علمٍ راسخٍ وهدى … واليوم شادوا صُروحا من عطاياها

في كلّ مِصر لهم مجدٌ و تكرمةٌ … و ذكرهم عَطِر دوما  كذكراها

فالله باركها .. والله ناصِرُها … ويل لمن سامها ظلمًا وعاداها

فاللهُ يَنصرُ مَن للحقِّ صَوْلَتُهُ … ويَمحقُ الظلمَ مهْما كان تَيَّاها

ﻻ، ﻻ تخافوا على أرضِ الشآمِ فما …  تَضِيعُ أرضٌ وعينُ اللهِ تَرعاها