حرية القلم الإعلامي في وسيلة إعلام إسلامية
ديسمبر 1, 2019
التَّنظيمُ والإدارةُ ومَدى التّطبيقِ في الثّورةِ السّوريّة
ديسمبر 1, 2019

حُقولٌ دَلاليّةٌ استَحدَثتْها الثَّورةُ السُّوريَّة

الدكتور عبد السميع مصطفى الأحمد – باحث وأكاديمي سوري

غالبًا ما يصاحب الأحداث الجلّى تغييرات كثيرة على مستويات متنوعة في مسيرة الدول والأمم، ومن شأن المختصين والمراقبين على اختلاف اهتماماتهم استجلاء هذه التطورات ورصدها ومراقبتها في المجتمعات التي تتعرض لمثل هذه التغيرات، واللغة بِعدِّها كائنًا اجتماعيًّا متطوّرًا تمثل أحد هذه المنحنيات القابلة للتغيير والتطوّر بوتائر متفاوتة، من لغة إلى أخرى، ومن أمة إلى أمة، ومن مجتمع إلى آخر، بحسب قوة هذا الحدث، وشدة تأثيره في الأفراد.

ومما لا شك فيه أن الثورة السورية تعد نموذجًا حيًّا لدراسة مثل هذا التطور؛ لما حفلت به من أحداث، وحملته من عظائم، وصاحَبها من مآس.

وقد حاولت تتبع تأثير الثورة السورية في اللغة، فوجدت أن جُلَّ ذلك ينصبُّ بشكل كبير على استحداث ألفاظ جديدة، ونقل الحقل الدلالي، وتكاد تكون معظم التحولات اللغوية منضوية تحت هذا السبب الأخير.

فمن النوع الأول؛ وهو الاستحداث، نجد مثلًا كلمات جديدة لم تكن مستعملة في اللغة الفصيحة والعامية السورية، ومن ذلك: “دَاعِشْ، وهِتِشْ، وقَسَدْ..”، وهذه تعد من المصطلحات التي تقوم على النحت، وهو ضم حروف كلمات معينة لإنتاج لفظة واحدة من أوائل هذه الكلمات، أو أواخرها مثلًا، وهي طريقة مألوفة في العربية، وإن كانت اللغات الأخرى أكثر استعمالًا لهذا النوع من التطوير، ومن المصطلحات الشهيرة في ذلك “حماس” و” فتح”، فـ”حماس” مثلًا مؤلفة من أوائل الكلمات التالية: حركة المقاومة الإسلامية، وأما كلمة “فتح” فجاءت من معكوس كلمات: حركة التحرير الفلسطينية.

وإذا عدنا إلى ألفاظ الثورة السورية نجد مثلًا أن “دَاعِشْ” جاءت اختصارا للأحرف الأولى من كلمات: الدولة الإسلامية في العراق والشام. وجاءت “هِتِشْ” من حروف: هيئة تحرير الشام، كما جاءت “قَسدْ” من: قوات سوريا الديمقراطية.

ومن المفردات المستحدثة أيضًا كلمة: “العَرَاعِيرْ”، وهي جمع لكلمة “عَرْعُور”، ويقصدون به الشيخ عدنان عرعور، الذي كان من المجيِّشين للثورة في بدايتها، وتشبه مفردة العراعير أيضًا كلمة “العَلالِيشْ” مع ملاحظة الفارق الزمني في انتشار المفردتين، وهي في الأصل نسبة لمؤسس جيش الإسلام، زَهْران عَلُّوش، وقد أصبحت مفردتا” العراعير والعلاليش” تطلقان -تهكمًا واستهزاء- على إسلاميي المجاهدين كلِّهم.

أما النوع الثاني من النقل والتوسع في الحقول الدلالية فكثير جدًّا، وتأتي في مقدمة هذا النوع مفردة “الحرِّيَّة” ومشتقاتها التي أصبحت ملازمة لكل ما يتصل بالمعارضة الثائرة، مثل: الجيشُ الحرُّ، وأحرارُ الشّام، ومجلس حلب الحرة، واتحاد كتاب سوريا الأحرار، وهكذا..

وتكاد تكون كلمتا “الـمُنْدَسِّ” و”الرجلُ البخّاخُ” من أوليات هذه المفردات التي راجت في الأيام الأولى للثورة، أما “الرجل البخاخ” فهو ذلك الحر -رجلًا كان أو امرأةً، شابًّا أو فتاة- الذي يقتنص فرصة الظلام وانسدال الليل على البيوت، فيتطوع بالخروج متنكرًا في غفلة من العيون، لكتابة عبارات تدعو للحرية والانتفاضة والثورة على جدران المدارس وأفواه الأسواق والمباني الرسمية… وأما لفظة “المندس” فقد استعملها إعلام النظام بقوة في الأيام الأولى للحراك الثوري في سوريا؛ للتهوين من شأن هذا المسار، والتقليل من أعداد المنادين بالحرية، وتقزيم الزخم المعارض آنذاك، وظلت أبواق النظام تَصِرُّ -ببلاهة وصلَف- على هذا “الاندساس” حتى بعد أن ملأت أعداد الثائرين الساحات وأغلقت الشوارع، مما أثار موجة من التفكِّه والتندّر بين الجماهير.

وبعد كلمة “المندسين” تجيء كلمات: “المؤيِّدِين والمعارِضِين والرَّماديِّين” بِعدِّها فرزًا طبيعيًّا للشعب السوري وموقف أفراده من الثورة، ويمكننا كذلك أن نسلك في هذا السياق أيضًا مفردة أخرى تدور في فلك هذا الحقل الدلالي، وهي كلمة “الـمِنْحِبَّكْجِيَّة”، وهي منحوتة من قول السوريين: “مِنْحبَّكْ” أي: “نحن نحبك”، وكان المعارضون يَسِمون بها المؤيدين.

وتأتي عبارة (الله يَطْفِيهَا بنورِه) مصطلحًا يندرج كذلك في مساق الفرز الحادّ بين السوريين، ويطلق هذا المصطلح عادة على جماعة هي أقرب إلى الرماديِّين الذين آثروا عدم الاصطفاف إلى أحد فريقي الصراع، وإن كان جمهور المعارضين يعدُّون هذه الفئة مؤيِّدة صامتة.

أما كلمة “المُنْشَقُّ”، فقد ظهرت في بداية عسكرة الثورة، حيث بدأ بعض ضباط الجيش ينشقون عن المؤسسة العسكرية، وينضمون لجموع المعارضة، مشكلين نواة لما أطلق عليه آنذاك مصطلح “الجيش الحر”.

وقد تكون كلمة “الشَّبِّيح” أشهر المفردات التي درجت على الألسنة، وتعني المؤيد المتشدد في تأييده، أو ذاك الذي يقدم خدمات موازية لأعمال جيش النظام، -ومثلها ما أطلق عليه: قوات الدفاع الوطني- وقد صرّف السوريون هذه المفردة، فاستعملوا منها المصدر، وهو التَّشْبيحُ، والماضي والمضارع والأمر، فقالوا: شَبَّحَ – يُشَبِّحُ، وهكذا، والتشبيح ليس جديدًا في سوريا، بل له جذور ترجع إلى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات عندما كان “التَّهريب” مقصورًا على فئة من فئات المجتمع، تستحوذ على هذه التجارة المحرمة، والتي تدر عليهم أموالاً طائلة في جميع المحافظات، وقد كان هؤلاء المهربون يستخدمون سيارات المرسيدس “الشَّبَح” المظللة، ومن كلمة “الشبح” هذه جاء مصطلح التشبيح.

وبعد اشتداد الصراع، استخدم جيش النظام كل أنواع الأسلحة التقليدية المعروفة بأسمائها، ولكن سلاحًا جديدا استعمله، سلاح الجو، فقد فتك بالشعب فتكًا عظيمًا، ودمَّر البيوت وأحرق الأخضر واليابس، ذاك هو “البَرَامِيلُ المتفجِّرة”، وهو مصطلح جديد نسبيًا، وقد ذاع صيته بين السوريين؛ لما كان له من قوة تدميرية غير منضبطة أو مركزة، وبالمقابل حاولت فصائل المعارضة المسلّحة أن ترد بما توفر لديها من أدوات، يمكن استخدامها في الرد، فابتكرت ما أطلق عليه: “مَدَافِع جَهَنَّم”، وهي عبارة عن أسطوانة غاز، يقذفها مدفع معدّ لهذا الشأن.

وخلال سيطرة هذا الفريق أو ذاك على الجغرافيا السورية أصبح الرمز بالألوان دلالة واضحة على القوى الفاعلة على الأرض، فاللون الأحمر يرمز للنظام، والأخضر للمعارضة، والأسود لداعش، والأصفر للفصائل الكردية، وأضحى وصف الأرض بـ”العدوِّ” و”الصديقِ” إشارةً لتبادل السيطرة على هذه المنطقة أو تلك، وتختلف الرؤية هنا باختلاف المتحدثين.

وبسبب احتداد الصراع، اضطرَّ كثير من السوريين لمغادرة بلادهم إلى مخيمات اللجوء في البلدان المجاورة، أو السعي للهجرة إلى أوربا، فظهرت بأثر ذلك حقول دلالية جديدة، انتشرت بقوة بين السوريين، فبرزت لفظة “المهَرِّب” بظلال جديدة، غير تلك المرسومة في الذهنية السورية، فـ”المهرب” الجديد: هو ذاك الذي يتكفل بنقلك عبر ممرات آمنة بعيدة عن درك الحدود في الدول المجاورة، أو يؤمِّن لك وسيلة الوصول إلى أوروبا عبر ممرات مائية معروفة، وقد ذاع صيت الـ “بَلِمْ” بشكل غير مسبوق بين أوساط الشباب، وكل الطامعين بالوصول إلى بر الأمان الأوربي، للدلالة على القارب المطاطي الذي يذهبون به إلى دول أوربا.

ومن الملاحظ أيضًا أن كثرة “المعارَضات” وتشتُّتَها في البلاد خلق تصنيفات جديدة لها، فظهر لدينا مصطلح “معارَضةُ الداخلِ” ومعارضة “الخارجِ”، وأسهمت الآلة الإعلامية للنظام ومؤيديه بنشر هذه التقسيمات وتسويقها عالميًّا بهدف خلخلة جبهة المعارضة، وإظهارها منقسمة متباينة في مقابل تماسك جبهة النظام وتآلف مكوناتها، وخاصة بعد انطلاق مسيرة المفاوضات.. ويمكننا أن نسلك في هذا الحقل الدلالي أيضًا مصطلحان آخران، وهما: “ثُوَّارُ الخَنادِقِ” و”ثوّار الفَنادِقِ”، وأزعم أن هذين المصطلحين ما برزا إلا في ظل التراشق الكلامي بين الفصائل العسكرية المرابطة على الأرض، والائتلاف والحكومة المؤقتة في الخارج.

وقد كان للحضور اللافت للمقاتلين والمجاهدين من غير السوريين حضور بارز وفاعل في كثير من الأحيان، وقد توزع هؤلاء على طرفي الصراع، فحمل كل فصيل أو جماعة من هؤلاء أسماء كثيرة، اكتظت بهم الساحة السورية، ورفرفت راياتهم وأعلامهم في كل مكان، ولم يكتف هؤلاء بالتأثير في الأرض فحسب، بل نقلوا بعض لسانهم وأهازيجهم وأغانيهم وعاداتهم في الملبس والمأكل والمشرب، وبسببٍ يعود إلى قوة هؤلاء الأغراب، وشدة تأثيرهم في القرارات العسكرية للطرفين، فقد تسللت بعض ألفاظهم ومفرداتهم إلى لغة السوريين، تجد ذلك في مثل: “الأفْغانِيّ”، وهو الزي المنتشر في أفغانستان، وربما أطلق عليه “الشِّيشانيّ”، وأحيانا يذكرونه بصيغة التأنيث: الأفغانية، والشيشانية… وقد انتقل بشكل ملموس إلى بعض المجاهدين العرب المتشبهين بهم، وأصبحت لفظة “الأفغاني” دارجة بينهم كانتشار الزي نفسه، وقد تباين موقف السوريين من هؤلاء القادمين إليها بهدف الجهاد تباينًا شديدًا، فأطلق عليهم بعضهم لقب “المُهاجِرين” تكريماً لهم، وتقديرًا لجهادهم، ولكن بعد مرور الوقت وتكشُّف بعض حقائق “المُلَثَّمين” منهم، بدأ بعض الناس يرتابون فيهم، ويتوجسون منهم، و”الملثمون” مصطلح أخذ يروج كثيرًا في المناطق المحررة، وهو وإن لم يكن مختصًا بالمهاجرين، غير أنهم يشكلون نسبة لا بأس بها بينهم، وقد ظهر موازيًا لهذه الحقبة أيضًا مصطلح آخر، وهو مصطلح “الإِخْوَة”، ويبدو أنه كان شبه محصور تقريبًا في الفصائل ذات التوجه الإسلامي، وقد كانت ردة فعل عموم السوريين بعد انكشاف حقيقة داعش وأفرادها الذين كانوا يتخذون الدين مطية لتنفيذ مآرب أخرى أن أطلقوا على هؤلاء مصطلح: “خَوَارِجُ العَصْرِ”، وهو مصطلح يذكرنا بتلك الجماعة التي برزت في أَخَرَةٍ من العصر الراشدي، وكان لها تأثيرٌ سلبيٌّ دمويٌّ في غالب الأحيان.

ومن المفردات الغريبة التي وجدت طريقها إلى المجتمع السوري، وتعبِّر بمرارة عن واقع أليم تعرض له السوريون في ظل غياب الأمن، وظهور عصابات مارست كل أنواع الجريمة، كلمة “التَّشْوِيل”، بشين ثقيلة (ch – ç) والشْوال -باللهجة الحلبية- هو الْشُّوال أو الْجُوالُ في غيرها، وهو كيس من الخيش، مُعدّ في الأصل لتعبئة الحبوب وغيرها، ولكن أصبح لهذه المفردة في ظل هذه الظروف حقل دلاليٌّ جديد، إذ يقصدون بها ما يقوم به بعض الشبيحة والعصابات، وربما بعض الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأرض كذلك… و”تجويلُ” أو “تشويلُ” شخصٍ ما؛ يعني اعتقاله في النهاية، بأي طريقة أو كيفية تم ذلك الاعتقال، وقد اشتُقّ من هذه الكلمة الجامدة تصريفات متعددة، كالفعل الماضي والمضارع وفعل الأمر.

أما كلمة “التَّعْفِيش”، فقد تحدثتُ عنها مرة في تغريدة، فقلت: تأتي كلمة «عفَش» في اللغة العربية بمعنى «جمع»([1]). ويبدو أن كلمة « العفْش» جاءت من هذا المعنى، وقد استعمل لغويُّو الثورة السورية هذا الفعل بالتضعيف «عفّش» بمعنى: “أزال العفش”، ومثله «قشّر»: أي: أزال القشر، وقد انتشر مصطلح “التعفيش” بمعنى سرقة عَفْشِ بيوت المهجَّرين من قبل جيش النظام وعناصر الميليشيات المساندة له بعد اضطرار سكان المناطق التي يسيطرون عليها لمغادرة منازلهم وبيوتهم”.

ولأنني أتحدث عن تهجير سكان المناطق التي يسيطر عليها النظام، فإن هناك مصطلحًا آخر انتشر انتشارًا واسعًا في هذا الصدد، وهو “الباصاتُ الخُضْرُ”، وهو مصطلح راج في أوساط النظام ومؤيديه بعد أن بدأت كفة المواجهات تميل لصالحهم، ويريدون به تلك الحافلات التي تُقلّ المهجرين وعائلاتهم من مناطقهم التي كانوا يعيشون فيها ويسيطرون عليها، إلى مناطق جديدة ما زالت تحت قبضة المعارضة، وغالباً ما تكون في الشمال السوري.

وتأتي أحدث مفردات الثورة السورية التي أخذت طريقها للبروز منذ فترة قصيرة، -ومن المؤكد أنها ستصبح رمزًا كِنائيًّا، وعلامة مسجلة في الأيام القادمة- هي لفظة: “ضِفْدَع”، و”الضَّفَادِع”، ويكنّي بها السوريون عن تلك الخلايا النائمة، أو العملاء المندسين من رجالات النظام في مناطق المعارضة، وقد جاءت اللفظة من شخصية الشيخ “بسام ضفدع” الذي ظل مقيما في بعض مناطق الغوطة الشرقية، حتى حاصرها جيش النظام، فأعلن حقيقته وحمل السلاح مع تلامذته وقام بطعن الجيش الحر في ظهره.

ومن المصطلحات العلمية الكبيرة التي تمخضت عنها الثورة السورية كذلك: مصطلح “الإِعلامُ البَديلُ”، وهو يقدم نفسه للجمهور بِعدِّه بديلًا لإعلام النظام، وفرزًا طبيعيًا لما تمخَّض من حراك إعلامي يناصر الثورة ويدعو للتحرر، ويطالب بحقوق الشعب المسلوبة منذ سنين… وقد نشأ هذا الإعلام ردًّا على آلة النظام الإعلامية التي احتكرت الفضاء، وسيطرت على الحرف والكلمة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية([2]).

ويظل -في الختام- مصطلح “القُبَّعاتُ البَيْضاءُ” أجملَ المصطلحات التي أفرزتها الثورة، وأنقاها وأطهرَها، فالدفاع المدني السوري -ويعرف أيضاً باسم الخُوَذِ البيضاء- منظمةُ دفاعٍ مدنيَّة تطوُّعية تعمل في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا، وقد تأسست عام 2013م، وتتألف من ثلاثة آلاف متطوع سوري مدني تقريبًا، وتهدف إلى إغاثة المتضررين جراء الحرب، وتَعُدُّ المنظمة نفسها حيادية وغير منحازة، ولا تتعهد بالولاء لأي حزب أو جماعة سياسية([3]).

وبعد، فهذا أُسّ بحث صغير، هدفه التأريخ اللغوي لحقبة تاريخية مفصلية، ومنعطف زمني مهم من أخطر المنعطفات في تاريخ سوريا الحديثة والمنطقة برمتها، والتأريخ اللُّغوي ليس منفصلًا عن المجتمع، ولا معزولًا عن البيئة، بل هو وثيق الصلة بالأمة وهموم أبنائها، يعبِّر تعبيرًا صادقًا عن عاطفة الشعوب ونبض وجدانها، ويمثّل تمثيلًا دقيقًا آلامها وآمالها.

ولا أدعي أنني استوفيت كل ما استحدثته الثورة السورية في هذا البحث الصغير من ألفاظ ومفردات ومصطلحات، وأنى لي ذلك؟ بل هو -كما أسلفت- أسُّ بحث، يمكن تطويره وتوسيعه والبناء عليه، عبر إضافة مفردات لم نتطرق لها، وحقول دلالية لم نمرّ عليها، ويمكن للباحثين والمهتمين بتأريخ رحلة اللغات واللهجات أن يبنوا على مثل هذا البحث، أو يطوّروا هذه الدراسة، لعلها تكون لبنة في مداميك لغة الثورة، وتأريخًا لهذه الحقبة المفصلية في تاريخ سوريا الحديث([4]).

([1]) ينظر: لسان العرب، لابن منظور، مادة “عفش”.

([2]) ينظر: https://bit.ly/2sdMEUS

([3]) ينظر: https://ar.m.wikipedia.org

([4]) سأكون شاكرًا لكل من يتواصل معي لتقديم الجديد النافع في هذا المجال من خلال البريد الإلكتروني، أو صفحتي في فيسبوك، (a-sam3@hotmail.com)