منتصر عبد الغفور اليونس
وصفتُ، وهلْ لأرضِ الشَّامِ وَصْفُ * فأرضُ الشامِ للأحرارِ كَـــهـْفُ
كتبتُ فلم يَجُدْ بالشعر قلبي * ولم تُسعفْهُ أوزانٌ وحَرْفُ
رجالٌ عاهدوا الرحمنَ صدقًا * فلم يَهِنوا وما في القلبِ خَوفُ
ولم يُرعبْهمُ الطغيانُ يومًا * ولا هَدمٌ وبِرميلٌ وقَصْفُ
وباتُوا داحرينَ الخوفَ حتى * كأنَّ القصفَ أعراسٌ ودُفُّ
يدٌ قبضتْ أصابُعها زنادًا * وعينٌ في المعارك لا تَرِفُّ
إذا ما غارتِ الأعداءُ يومًا * فلا يبدو على الأحرار ضَعْفُ
فلا يهتزُّ خافقُهُم بحتفٍ * وهل يُخشى مع الإيمانِ حَتْفُ!
ثباتٌ من لَدُنْ ربٍّ قويٍّ * فلم يُرهبْهمُ جيشٌ وزَحْفُ
فهم جَسَدٌ بوجهِ الظلمِ صُلبٌ * وهم في ساحةِ التحرير صَفّ
ترى الجُنديَّ بينهمُ كألفٍ * يفرُّ من الأعادي منه ألفُ
فيا ربَّاهُ أكرِمهم بنصرٍ * وفي طياته عزٌّ ولُطفُ