الكاتب : الشيخ فايز الصلاح – عضو أمناء المجلس الإسلامي السوري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ما زال بعض من ينتسب إلى العلم والدعوة يعيش بعقلية ماقبل الثورة، يوم كان بعض المشايخ يُسمح لهم بالدعوة، وفي الوقت نفسه يُمنع كثيرٌ من الدعاة سواء كانوا على الحق أو الباطل، ومازال يظن أن الناس على عهدهم الأول ينقادون لفتوى الشيخ الفلاني ويخضعون لكلمة الداعية الفلاني!
ونسي أنَّ الثورة اكتسحت كلَّ شيء،لم تكتسح البنيان وحسب، بل قلبت عقلية الإنسان سواء إلى حق أو إلى باطل، ولم يعد الناس يستقون من نبع واحد بل كثرت الينابيع، وأصبح كلُّ صاحب عقيدة وفكر يعلن عما يعتقده بعد أن كان لا يجرؤ على ذلك، بل أصبح يلزم الناس بفكره واعتقاده، ويصل الأمر عند بعضهم إلى استباحة الدماء باسم الدين وهناك عودة كبيرة إلى التدين وعلى منهج الفطرة التي تقتنع بخطاب الكتاب والسنة وعلى فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم، وإن الله قد أخذ الميثاق على أهل العلم في بيان العلم والدعوة إليه
وعدم كتمه وأن لا يخشوا في ذلك لومة لائم،كما قال تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187]
وكما قال أيضا: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } [الأحزاب: 39].
فينبغي علينا معشر العلماء والدعاة وطلبة العلم تبليغ دين الله كما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولا نراعي أحدا في ذلك، لا عادات، ولا تقاليد، ولا رضا الناس. وليس معنى ذلك عدم مراعاة المصالح والمفاسد، بل هذه من صلب ديننا ومن حكيم دعوتنا.فالداعية الحق هو الذي يبين الحق ويرحم الخلق.