الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد قرر وزراء خارجية الدول العربية رفع التجميد المفروض على النظام السوري منذ عام 2011 م بعد رفضه الحل الذي اقترحته جامعة الدول العربية آنذاك، والمجلس الإسلامي السوري إذ يعبر عن استيائه الشديد من هذا القرار يبين ما يلي:
أولاً: إنّ إعادة النظام لمؤسسات جامعة الدول العربية تعد مكافأة لذلك النظام المجرم الذي شرد نصف الشعب السوري وقتل مئات الآلاف بالبراميل المتفجرة وشتى أنواع الأسلحة حتى الممنوعة منها كالسلاح الكيماوي، وسجن وغيَّب مئات الآلاف الذين لا يُعرف مصيرهم إلى الآن، وشعبنا السوري يسأل هل السبب الذي دعا إلى التجميد قد زال اليوم؟ أم إنّ أسلوب البلطجة الذي انتهجه النظام السوري في إغراق دول المنطقة بالكبتاغون والمخدرات والممنوعات على وجه الإجمال قد نجح وآتى أكله !!! وهل هذا التطبيع جاء إرضاءً لإيران وروسيا على حساب شعبنا المكلوم الذي كان ينتظر من أشقائنا مدَّ يدِ العون لتخليصه من هذا النظام المجرم الذي تتسع دائرة خطره يوماً بعد يوم؟
ثانياً: إنّ العودة الطوعية الآمنة للَّاجئين السوريين لا يمكن أن تتم مع بقاء هذا النظام المجرم الذي لا يعترف بأبسط حقوق الإنسان ولا يقيم وزناً لأي تهديد أو تلويح بمحاسبة دولية أو محكمة جنائية، وقد استخدم من قبل السلاح الكيمياوي ولم يَلقَ أيّ عقاب سوى مواقف باردة تدل على عدم الجدية، وأيضاً فإنّ عودة اللاجئين مرتبطة بإعادة البناء، وإعادة البناء لا يمكن أن تحصل في ظل وجود نظام مكون من عصابات تسرق المساعدات الأممية وتتاجر بكل شيء مستغلةً الضائقة القاتلة التي يعيشها شعبنا السوري، وأمّا سياسة خطوة مقابل خطوة فتعني إطالة أمد المعاناة لشعبنا بقرار عربي، والجميع يعلم مراوغات النظام السوري والتفافه على كل القرارات الأممية والعربية.
ثالثاً: إنّ شعبنا السوري بقواه الحية يرفض أيّ حل لا يحقق الحرية والكرامة لهذا الشعب ومحاسبة المجرمين الذين قتلوا وعذبوا وشردوا وعاثوا في الأنفس والأعراض والأموال فساداً، وسيبقى شعبنا على موقفه العادل في ثورته على النظام المجرم ورفض التعامل معه.
وفي الختام نكرر مقولة شعبنا السوري التي صدحت بها حناجر ثواره من أول يوم (ما لنا غيرك يا الله) ونسأل الله أن يكون مع شعبنا السوري ويفرج كربته ويزيل غمته ويعجل فرجه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
18 شوال 1444هـ الموافق 8 أيار 2023م