بيان بنعي المجاهد الداعية المربي الأستاذ عصام العطار رحمه الله

بيان إدانة مجزرة مستشفى الشفاء في غزّة
أبريل 2, 2024
بيان تعزية ومواساة للشعب الأفغاني الشقيق بضحايا الفيضانات
مايو 14, 2024

بيان بنعي المجاهد الداعية المربي الأستاذ عصام العطار رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ  وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وقائد المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن الأمة الإسلامية فقدت الليلة واحداً من أعمدة العمل الإسلامي والدعوة إلى الله تعالى وقامة شامخة من قامات الجهاد ضد الظلم والطغيان والاستبداد، عرفته منابر دمشق خطيباً مفوهاً يحمل هموم الأمة وأعباء رسالة إصلاحها، وعرفته أرجاء العالم الإسلامي يحمل قضاياها وينافح عنها في المجامع والمؤتمرات، وعرفته بلاد الاغتراب مؤسساً لمراكز الدعوة وتخريج الدعاة لنشر رسالة التوحيد والإيمان، وظل إلى اللحظة الأخيرة في حياته بعدما ألمّ به المرض يحمل همّ قضية شعبنا السوري وقضية فلسطين وكل قضايا الأمة، ولقد ساهم الأستاذ الراحل في تأسيس كثير من المراكز والمنتديات وكان أحد الداعين والمؤسسين للمجلس الإسلامي السوري.

إن الأستاذ عصام رحمه الله يمثل بحضوره الزاخر ذاكرة حقبة مهمة من تاريخ سوريا والأمة، فقد عاصر الحركة الإسلامية منذ نشأتها، ودخل معترك السياسة والفكر والجهاد والدعوة، وكان له بصمات واضحة وتأثير ملموس لا تخطؤه العين، وتحمّل في سبيل ذلك كثيراً من العنت والمشقة والاضطهاد والبعد عن الوطن، ونالت منه يد الغدر الطائفية الحاقدة عندما اغتالت زوجته الفاضلة بنان علي الطنطاوي رحمها الله، فما لان ولا استكان، وظل على العهد داعياً مجاهداً صابراً، جمع الأستاذ عصام بين الكلمة المؤثرة شعراً ونثراً، والعمل الدؤوب الهادف الواعي، والموقف الثابت الرصين، مجللاً بالحكمة والحلم وبعد النظر ودماثة الخلق فنال محبة وتقدير كل من عرفه وجلس إليه.

إنّ المجلس الإسلامي السوري إذ آلمه هذا المصاب الجلل ليسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ويتقدم في الوقت نفسه بأحرّ التعازي لأسرة الفقيد ومحبيه وإخوانه ولكل الدعاة والعلماء في العالم الإسلامي، سائلين المولى أن يعوض أمتنا خيراً، وكذلك يوجه المجلس الأئمة والخطباء في الداخل السوري المحرر بإقامة صلاة الغائب عليه بعد صلاة الجمعة هذا اليوم، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

المجلس الإسلامي السوري
  24 شوال 1445هـ الموافق 03 أيار 2024م