بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

فإنّ المجلس الإسلاميّ السوريّ يعبّر عن ألمه الشديد إزاء ما يرتكبه العدوّ الصهيونيّ من مجازر مروّعة في غزّة العزّة، يقتّل الأطفال والنساء، ويدمّر الحجر والشجر، ويهدم المباني والأنفس، ومنها مجزرة مستشفى الشفاء التي استشهد فيها أكثر من 400 شهيد، بانتقام همجيّ ممنهج، وإنّ المجلس إذ يدين هذه الجريمة البشعة بأشد العبارات يبيّن ما يلي:

أولاً: يعزّي المجلس أهالي الشهداء ويدعو لهم بالصبر، ويهنّئهم بأن ذويهم قد نالوا المغفرة عند أول قطرة من دمائهم الزكيّة، ويبارك لهم شفاعة الشهداء لأهليهم في الآخرة، ويرجو الله تعالى أن يجمع للمصابين بين الأجر التام والمعافاة العاجلة والشفاء الكامل.

ثانيًا: يؤكّد المجلس أنّ واجب الأمّة في هذه المحنة أن تضيف إلى الإعداد بأشكاله: المشاركةَ في إيقاف همجيّة هذا العدوّ من خلال المقاطعة التامة له ولكلّ من يدعمُه، ووجوب صدّ عدوانه بكلّ طريق، وإيجاد السبل والطرق إلى النكاية به، حتى يتوقّف عن إرهابنا وقتلنا.

ثالثًا: يؤكّد المجلس أنّ المسلمين تتكافؤ دماؤهم في سورية وغزة والسودان واليمن والعراق وغيرها، وأنّ عدم نصرة مسلم من هؤلاء موجب لخذلان الله للعبد في موطن يحبّ فيه نصرته، فالواجب أن تتكاتف الأمة لئلا تغرق سفينتها، وأن تنقذ عضوها الذي يشتكي، فتنجو كلّها إن شاء الله.

ختامًا: إنّ الصمود البطوليّ لأهلنا في غزّة يستحقّ كلّ إكبار وإجلال، وإنّ الصبر من أسباب نزول النصر، ويستصحب الصابرون معيّة الله تعالى. وإنّ أهلنا في غزّة يخوضون معركةً من المعارك الفاصلة في الدفاع عن الأمّة في وجه المجرم الأكبر، فطوبى لمن بذل لنفسه وقدّم لها، وهنيئًا لمن نصرهم ولم يخذلهم.

المجلس الإسلامي السوري
  23 رمضان 1445هـ الموافق 2 نيسان 2024م