الحمد الله ناصر المؤمنين ومذل الظالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين، أمّا بعد:
فإننا في المجلس الإسلاميّ السوريّ نحمد الله تعالى ونبارك لأبناء شعبنا الحرّ الأبيّ نعمة تحرير الأوطان من المحتلين، وزوال دولة الظالمين من آل الأسد وأعوانهم المجرمين، ونؤكّد المباركة التي قدّمها سماحة المفتي العام للجمهوريّة العربية السورية الشيخ العلاّمة (أسامة عبد الكريم الرفاعيّ) حفظه الله؛ منذ اليوم الأوّل للتحرير للقيادة الجديدة وعلى رأسها الأستاذ (أحمد حسين الشرع) وندعو الله تعالى أن يهيّئ له البطانة الصالحة، وأن يكتب على يديه وإخوانه في الحكومة السوريّة استتباب الأمن وتوفير الخدمات والحاجات الأساسية لشعبنا، ويبين المجلس في هذا السياق ما يلي:
أولاً: نوصي شعبنا السوريّ الأبيّ أن ينخرط في بناء الدولة ويسهم في الترشح لوظائفها كافّة، وأن يحافظ على ثورته من المتآمرين من فلول النظام والعصابات الانفصاليّة وملالي إيران الذين كشروا عن أنيابهم بعد أن كُسر قرنهم في أرض الشام، ونحذّر من الالتفات إلى الإشاعات التي تفرّق وتشتت.
ثانيًا: نشكر دول الجوار حكومات وشعوبًا على استضافتها لمن أجبرتهم ظروف الحرب الضروس على الهجرة والنزوح، ونشكر كلّ من وقف من شرفاء العالم مع الثورة السورية العادلة، ونأمل أن يستمرّ دعمهم للشعب السوري العظيم حتى إعادة إعمار ما دمّرته آلة الحرب المجرمة.
ثالثًا: إنّ محاسبة المجرمين الذين أذاقوا شعبنا سوء العذاب واجب وطنيّ، لا يجوز التنازل عنه، والواجب الضرب بيد من حديد منعاً لمثيري الفتنة الذين استغلوا روح التسامح التي سادت الفتح؛ تطبيقاً للقضاء العادل وقيم الشريعة السمحة.
رابعًا: نهيب بأبناء شعبنا أن تسري فيهم روح الأمل والتفاؤل بمستقبلٍ واعد، تسوده الحرية والكرامة والعدالة والازدهار، وأن نرصّ الصفوف ونشحذ الهمم لمرحلة بناء الدولة وحفظها.
في الختام نترحم على شهداء الثورة، ونرجو الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والعودة الآمنة العزيزة للمبعدين والمشردين. حفظ الله بلادنا من كلّ سوء، ووفّق قادتها لكلّ خير.
المجلس الإسلامي السوري
28 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق 29 كانون الأول 2024م