الحمد لله الذي ولي الصالحين والصلاة والسلام على قائد المجاهدين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
فقد احتدمت في الآونة الأخيرة المعارك في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وكذلك ريف حلب الجنوبي، فقد تصدت فصائل الجيش الحر لهذا العدوان الوحشي والمعارك ما بين كر وفر، والمجلس الإسلامي حيال ما يحدث يبين ما يلي :
أولاً: يشكر المجلس كل الغيورين والشرفاء ممن استجابوا ونفروا لوقف هذا العدوان من فصائل الجيش الحر، إذ أعادت هذه الفصائل للثورة ألقها رغم وقوع البغي عليها ومصادرة كثير من أسلحتها، وبنفس الوقت يستنهض همم أولئك الذين ما زالوا متفرجين لا يحركون ساكناً ولا يستجيبون لنفير ولا استغاثة، ويذكرهم بوعيد القرآن ” إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ” ولقد صارت الجهود مضاعفة نظراً لتقاعس هيئة تحرير الشام، فقد بدأت هذه الهيئة تنسحب من المناطق بسرعة مذهلة وتسلمها للنظام دون عناء أو قتال، ومن وقت قريب سطت على فصائل المنطقة ونزعت سلاحها، فلا هي دافعت عن هذه المناطق ولا مكنت الفصائل الأخرى من الدفاع عنها، وكان حرياً بها إذا لا تريد أو لا تستطيع أن تصد العدوان أن تعيد السلاح الذي سلبته لفصائل المنطقة من أجل أن يتمكنوا من الدفاع عن قراهم وديارهم، ولما تحركت بعض الفصائل الغيورة من الجيش الحر بما تبقى لديها من سلاح لتدافع عن الأرض والعرض وجدنا هذه الهيئة تقوم بعمليات بهلوانية لا تعدو كونها فقاعات إعلامية تغطي بها الخذلان والانسحاب وتنسب أي تقدم أو انتصار لنفسها، فانطبق عليها قوله تعالى ((لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ)) فنحن نحذر كل الفصائل من تخاذل وغدر هؤلاء الذين رأيناهم أشداء على الفصائل أذلاء على النظام.
ثانياً: هشاشة ما يعرف باتفاق خفض التصعيد إذ يتولى الطيران الروسي قصف المناطق السكانية وتباشر الميليشيات الإيرانية المجرمة عدوانها على هذه المناطق، وهذا يؤكد مرة أخرى أن روسيا وإيران دولتا احتلال لسوريا وليستا ضامنتين لاتفاق كما تزعمان.
ثالثاً: استغلال النظام المجرم لما يسمى الهدن وخفض التوتر في بعض المناطق ليهاجم مناطق أخرى مستجمعاً فيها كل قوته، ففي أي وقت يختار النظام الجبهة التي يفتحها ويهاجمها تبقى جبهات الثوار الأخرى صامتة معطية الفرصة تلو الأخرى للنظام في أن يتقدم ويستعيد بعض القرى والبلدات، والثوار ملتزمون بقرارات خفض التصعيد التي بدا زيفها !!!
ونحيي في هذا الصدد فصائل الغوطة الشرقية التي جابهت النظام وخففت الضغط عن إخوانهم في المناطق المذكورة وسطرت أروع نماذج التضحية والبطولة وحققت انتصارات مهمة
رابعاً: من الملاحظ كثرة النازحين عن ديارهم وقراهم، فقد جاوز عدد المهجرين ربع مليون نسمة والأعداد في تزايد مستمر في هذه الظروف الصعبة تحت وطأة البرد والمطر والقصف وكثير منهم في العراء، فإن المجلس يهيب بكل السوريين أن يمدوا يد العون لمساعدة إخوانهم من المشردين والمنكوبين، ويذكر المسلمين في كل العالم بضرورة حمل مسؤوليتهم تجاه إخوانهم الذين ينطبق عليهم قوله تعالى ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)) وينبغي على كل المنظمات أن تقوم بواجبها الإنساني
وفي الختام نسأل الله أن يرد الأحزاب الجدد على أعقابهم خائبين، وأن يربط على قلوب مجاهدينا، كما ونسأله سبحانه أن يتقبل شهداءنا، ويشفي جرحانا ومرضانا، ويؤوي مشردينا، وينصر الحق وأهله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المجلس الإسلامي السوري
26 ربيع الثاني 1439 هــ الموافق 13 كانون الثاني 2018م